أشعر بالتوتر والضيق بسبب حالتي الاجتماعية

2020-11-18 04:34:31 | إسلام ويب

السؤال:
أشعر بالضيق وكل مرة أسمع فيها كلمة دراسة لا أستطيع أن أدرس، وعندما أحاول أشعر بشعور سلبي جداً، وحرارة في كامل جسدي، وضيق في كل مرة أذهب إلى الجامعة كالميت لا أتفاعل مع الطلاب أو الدكتور، كالمنبوذ، وأيضا لا أحب اللغة والدولة التي أقطن فيها، ولا أستطيع تغييرها بسبب أني لاجئ.

لا أجيد اتباع جدول معين أصنعه بنفسي لأتطور مثل الرياضة، والدراسة حتى لمدة ساعة، وأستعمل الخيال لأحفز نفسي أو أرهبها إذا لم أدرس، والنتيجة فشل، ولم تعد تفرق معي.

أرى نفسي أني سأصبح مشرداً، فجميع الصفات تدعم هذا الشيء، سواء حالتي المادية أو النفسية أو الاجتماعية.

عندما أرى قطاً في الشارع أرى أنه أفضل مني وأقوى، فهو يبحث عن طعامه في القمامة دون خجل، وأنا لا أستطيع أن أفعل أي شيء، أرى ثلاث سيناريوهات أمامي، إما مشرد وعندها سأنتحر لأني لا أجيد التسول ولا أحبه، أو أن أنتحر قبل أن أصبح متسولاً، فقد جربت الأمر من قبل، وكان سهلاً ومرضي لكن توقفت بسبب أحد ما، أو سأفشل وسألقى الشتم من أهلي والشماته من الأقارب، ثم سأنتحر بعد ذلك.

لا أريد دكتوراً نفسياً أو علاج دوائي أظن الحل الوحيد هو أن ألجأ إلى دولة أحب لغتها أحب العيش فيها لكن هذا مستحيل بحكم أن جواز سفري فاشل مثل بلدي.

أدمن الأشياء السيئة مثل الألعاب والسهر الوحدة والتفكير السوداوي، لكن لا ألوم نفسي أدمن الدعاء لأنها أكثر عباده أحتاجها وأجاهد في الصلاة بكل طاقة لأني لا أريد أن أخسر الدنيا والآخرة لا أريد أن أسمع منكم أن الانتحار محرم الضرورات تبيح المحظورات ربما لن تفهموا كلامي، ولكن ستفهمون في يوم ما.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

كل الكلام الذي ذكرته هو منطلق من نفس متشائمة وسلبية، وهذا يجب ألَّا يكون منهجك، كم من مثلك في عمر العشرين، هذا عمر جميل، هذا عمر الطاقات، بداية الشباب، أنا أعتقد أنك أخذت الجانب السلبي جدًّا في الحياة، ويجب أن تتغيّر، والإنسان يستطيع أن يتغيّر.

بالنسبة لكراهيتك للدراسة: هذا لأنك لم تُدرك قيمة الدراسة، الإنسان إذا أدرك قيمة الأشياء يسعى نحوها لاهثًا، ويُحسِّن رغبته فيها، فيا أيها الفاضل الكريم: اعرف أن أعظم ما يتسلَّح به الإنسان في هذه الدنيا هو العلم والدين، ليس المال وليس أي شيء آخر.

أنت فعلاً إذا أردتَّ أن تخرج ممَّا أنت فيه يجب أن يكون هذا هو هدفك، لا أن تفكّر أن تكون متسولاً أو تنهي حياتك عنوة ويكون مآلك مآل المنتحر والعياذ بالله.

أنت تسأل عن هل الانتحار محرَّم؟ طبعًا الانتحار من أكبر الكبائر حقيقة، أنت رجلٌ في كامل العقل والإدراك ومرتبط بالواقع وتعرف الفرق بين الحق والباطل والشر، وتُفرِّق بين الحلال والحرام، أنت لست ذاهب العقل، ولست بمجنون، ولست بالمعتوه.

أيها الفاضل الكريم: أخرج نفسك من هذا الدرك الأسفل في التفكير، انطلق في الحياة، انطلق بنفسك، أنت أفضل من أناس كثيرين، وأنت طبعًا أغلقت كل الطرق، ذكرت أنك لا تريد علاجًا دوائيًا، ولا تريد الذهاب إلى طبيب نفسي، هذا أيضًا منهج ليس صحيحًا، طبعًا أنت حرّ الإرادة، الإنسان يتحمّل مسؤوليته حيال نفسه، لا أحد يجبر أحدًا على العلاج، ولا أحد يُجبر أحدًا نحو التغيير، لكن نحن من باب الواجب نقول لك: فرصك عظيمة أن تتغيّر، وأنت أفضل من أناس كثيرين.

فكّر في الأمر، فكّر مليَّة، واختر بعض الصحبة الطيبة التي تُحفّزك وتُساعدك أن تخرج من هذا الكابوس الفكري السلبي الذي أنت عليه.

الحياة أمل ورجاء، والحياة جميلة، والله أوجدنا في هذه الحياة لينظر كيف نعمل، وأوجدنا في هذه الدنيا ليبلونا ويختبرنا أيُّنا أحسن عملا، {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً}، وقال: {ونبولكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}، وبيَّن وأكد أنه {لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net