كيف أساعد صديقتي في التقرب إلى الله؟
2021-02-24 02:04:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أسعد حين تطلب مني صديقتي أن أساعدها في التقرب إلى الله، ولكنني أخشى أن لا أفعل، فأنا شخصية غير اجتماعية، ولا أعرف كيف أبدأ حديثاً حتى، كيف أساعدها دون أن أنفرها؟ علماً أن تواصلنا غالبا على الإنترنت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -عزيزتي- في الشبكة الإسلامية، ونشكر لك السؤال وثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله أن يُعينك على النجاح والسعادة، ويوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى.
لقد وهبك الله القبول لدى صديقتك وثقتها، بحيث لجأت إليك تطلب مساعدتك في معرفة الأمور الدينية، وهذه فرصة عظيمة بالنسبة لك –عزيزتي-، حيث سيؤدي ذلك إلى ما يلي:
1- تحتاجين لاكتساب العلم الشرعي، فعليك بقراءة الكثير من الكتب الشرعية والتربوية لتكوني محل ثقة صديقتك، وتكونين بالنسبة لها الناصحة الأمينة، فطلب العلم مطلب شرعي، والإنسان إذا طلب العلم فإنه يؤجر على طلب نيل العلم، ولكن لا بد من العمل بالعلم، قال معاذ بن جبل –رضي الله عنه-:( اعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن يؤجركم الله بعلم حتى تعملوا)، وقال أيضا: (طلب العلم عندنا عبادة، ومذاكرة العلم تسبيح، وبذل العلم عندنا صدقة، والسفر والسهر لأجل العلم عندنا جهاد، ومن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم)، فاستمري في طلب العلم، تصححين به عقيدتك وعبادتك وتعاملك، وتعملين به في تصحيح عقيدة وتعامل من حولك من أسرتك وصديقاتك وغيرهم، وتبنين بذلك شخصيتك المسلمة المستقلة القوية، وتكسبين بذلك الأجر والثواب من الله تعالى، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:" بلغوا عني ولو آية"، وأنت بنصيحتك وتوجيهك لصديقتك تبلغين آيات وآيات من شرع الله وسنة نبيه –صلى الله عليه وسلم-، وتؤدين دورك في الدعوة التي هي مهمة كل مسلم ومسلمة، قال تعالى:" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"، ويجب أن تكون الدعوة إلى الله على بصيرة، فمن أقسام البصيرة المطلوبة: العلم بحال المدعوين، ونمط شخصياتهم، والأسلوب المناسب معهم، وأيضا الإكثار من القراءة ستفرز نتائج متعددة، منها:
- تزيد ثقافتك المعرفية والشرعية.
- تعزز ثقتك في نفسك كثيرا.
- تصحح لديك المعلومات.
- تقوي لغتك الكلامية والتعبيرية.
- تدعمك بالمفردات، وتثري حصيلتك الأدبية واللغوية.
- توسع مداركك وقدراتك وثقافتك.
2- تحتاجين إلى تدريب نفسك على مواجهة الآخرين، والتفاعل مع الأحداث بثقة وقوة شخصية، اعلمي أن لا أحد كامل الصفات، كلنا فيه من التقصير الكثير، ولكن نسعى جاهدين لترميم جوانب التقصير في شخصياتنا، وكل حسب سعته وطاقته، وتأكدي أن من يحاول سينجح، قال تعالى:" وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى"، وهذا وعد من الله تعالى أن الإنسان سيحصل على ما سعى له بيقين وإيمان وصلاح، وأنت في سعيك لطلب العلم ونشره والعمل على الدعوة له سوف تصلين مرتبة عالية –بإذن الله- وتؤجرين عليه في الدنيا والآخرة، واطلبي من والديك وممن حولك الدعم والمساعدة، فالأسرة درع أمان للشخص، وبوصلة توجيه للطريق الصحيح، وهذه الخطوة تنتج ما يلي:
- قدرتك على التفاعل مع الأحداث والأشخاص.
- القدرة على قول كلمة (لا) إذا احتاج الأمر.
- عدم الخوف من الفشل.
- القضاء على الرهبة عند المواجهة والاختلاط.
3- أخيرا عليك الالتزام بهذه الإرشادات:
- حافظي على الصلوات في أوقاتها، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي دليل صدق العبد مع ربه، وتكسبك الشخصية الصالحة المحبوبة ممن حولها.
- أكثري من الدعاء، والجئي إلى الله في قضاء الحاجات، واستعيني به في سعيك وطلبك للعلم، فهو خير معين، ولا يرد من يلجأ إليه، واطلبي منه سبحانه أن يجعل الحق على لسانك وقلبك لا تنطقين إلا بما يرضيه تعالى.
- أكثري من الأعمال الصالحة -وخاصة بر الوالدين-، فهي السبيل لنيل رضا الله تعالى، ثم لكسب ثقة الناس واستمالة قلوبهم، وتغاضيهم عن أخطاء الإنسان.
- اتخذي من طلب صديقتك خيطا وخطوة أولى لتكوني داعية إلى الله على علم وبصيرة.
نسأل الله تعالى أن ينفعك بالعلم وينفع بك، ويجعلنا جميعا دعاة إلى الحق والصلاح صالحين مصلحين، ويعيننا على الخير، وأن يزيدك علمًا وفضلاً، وأن يجعلنا جميعًا ممَّن يتعلمون ثم يعملون بما علَّمهم الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يرزقنا جميعًا العلم النافع والعمل الصالح، ونكرر لك الشكر على التواصل، وندعو إلى الاستمرار في التواصل، وعرض ما يواجهك من إشكالات وصعوبات حتى تجدي التوجيه المناسب، ونسأله سبحانه لك التوفيق والسداد.