نوبات هلع وقلق حاد جعلتني عاجزاً

2020-11-26 04:37:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب بعمر 27 سنة، كنت أعاني منذ مدة من حالة توتر وقلق، بدأت في التفاقم تدريجياً، في يوم في الأيام استيقظت وقد أحسست بخفقان سريع في القلب، وصعوبة في التنفس، وإحساس وشيك بقرب الأجل.

أخذتني العائلة لطبيب عام، وقال لي: لا تقلق مجرد توتر، ذهبت مباشرة بعدها لطبيب نفسي، أخبرني أنها نوبات هلع، ووصف لي دواء serval 50mg، أظن اسمه العلمي (ستيرالين)، بمعدل حبة كل صباح، ولزنكسيا 10 mg بمعدل نصف حبة في الصباح والمساء.

بعد أسبوع أو أكثر عادت الحالة بشكل أكثر قوة، وأعراض جديدة لم تكن عندي البتة ( دوار، دوخة، ألم في المعدة، توتر وتنميل وحرقان في الأطراف والوجه)، أصبحت الحياة بلا طعم وأصبح الخروج من البيت صعباً، بسبب الدوار.

عدت للطبيب بعد شهر ونصف من استعمال الدواء أول مرة، وقد أخبرته بتعكر حالتي وإحساسي بقرب أجلي، وأن المرض عضوي، فأخبري أن ما أشعر به أعراض نفسوجسدية فقط، رغم كونها حادة بالنسبة لي، ووصف لي ديروكسات 20 mg حبة كل صباح، وزناكس 0.5mg حبة في الصباح والمساء.

كما أخبرني بالقيام بفحوصات للدم والكبد والكلى، والغدة الدرقية، وقد كانت كلها سليمة، والحمد لله، لكني بعد أسبوعين من استعمال الأدوية الجديدة عادت نفس الأعراض، دوخة خفقان في القلب وتنميل وثقل في الرأس.

هل يمكن أن يكون قلبي مريضاً؟ أو الجهاز التنفسي أو ربما سرطان والعياذ بالله، عفواً لكن بصدق لقد تعبت، ولم أكن هكذا من قبل فقد كنت محباً للحياة واليوم أصبحت لا تطاق.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الوهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي ذكرتها مرتبطة ارتباطًا تامًّا مع أعراض نوبات الهلع واضطراب الهلع – أخي الكريم – وليس هناك مؤشرات أو دلائل على وجود مرض عضوي، والأعراض كلها أعراض لاضطراب الهلع، والفحوصات كلها تطلع سليمة.

أخي الكريم: هذه الأدوية تحتاج لوقت لكي تعمل، تحتاج على الأقل لفترة ستة أسابيع، فاصبر عليها حتى تُحدث المفعول اللازم وتذهب الأعراض، أسبوعين غير كافية للحكم على الدواء، فاصبر على هذه الأدوية، وإن شاء الله سوف تساعدك كثيرًا.

كما أنه يمكنك أن تُضيف مكون علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي، لأن هذا أيضًا سيفيدك، وإذا استطعت أن تتواصل مع معالج نفسي أو تطلب من الطبيب أن يحولك إلى معالج نفسي لعمل جلسات سلوكية معرفية مع العلاج الدوائي، فهذا يكون أفضل، وقد تحتاج إلى عشرة إلى خمسة عشرة جلسة.

الجلسة عادة تكون أسبوعيًّا، لمدة خمسين دقيقة، فيها يُعلِّمُك المعالج النفسي مهارات معينة لكي تتعامل مع هذه النوبات، وتراجع معه النجاحات والإخفاقات، ويعطيك إرشادات أخرى، وهكذا، حتى تستطيع أن تتغلب على هذه الأعراض، مع العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net