أعاني من وسواس الموت، والاستغراب عن الذات!

2020-12-08 03:03:18 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.
أشكر موقعكم لما فيه من نفع.

أنا شاب عمري ٢٢ سنة، أعاني من الخوف منذ الصغر لكن دون أن يخلق لي مشاكل، في مرحلة الثانوية كنت أستعمل المخدرات ومنها جأتني أول نوبة هلع، حيث فكرت بأفكار سيئة وخفت، لكن من ذلك الحين ابتعدت عنه ولله الحمد.

قبل مدة كنت أعاني من وسواس الموت؛ لأني رأيت شخصا يدفن، وعندما كنت عائدا للبيت أحسست بشيء يصعد أرجلي، وكنت أظن أني سأموت، وبقيت على هذه الحال حوالي ٥ أشهر، وكنت أبحث حتى قرأت أن الإنسان إذا جاء أجله في وقت سيموت، وأصبحت أوسوس لكن الخوف كان دائما معي ويتغير، معي الوساوس، وأنا كنت أمارس الرياضة وأحب الحياة، وبسبب الكورونا جأني خوف وتأثرت، حتى أصبحت لا أعرف نفسي، وأقول: هل أنا موجود؟

ذهبت للطبيب نفسي، قال لي: عندك فوبيا الوسواس القهري، وكتب لي دواء s citap-10mg، ودواء Medizapin 2.5gm لمدة شهرين، شعرت بتحسن لكن دخل الحجر صحي، وعندما انتهت مدة أخذ الدواء اتصلت به لكن لا يجيب، وتوقفت عن الدواء عند المدة المحدودة، وكانت من حين إلى حين تأتيني انتكسات وضعف في الجسم.

أنا أعرف أن ما أعانيه سببه المرض، لكن في هذا الوقت انتكست، وأشعر بضعف وخمول واستغراب من نفسي كأني سأجن، وأحاول ألا أهتم بالأفكار، لكن الضعف والاستغراب سببوا لي مشاكل.

عند الاستيقاظ من النوم تبدأ الأفكار، هل من دواء آخذه حتى أزور الطبيب؟ وأنا لا أخرج من البيت لأن الوضع مع الوباء لا يسمح لي بالسفر.

وشكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المخدرات -وبالذات مخدر الحشيش- استعماله من أول مرة يؤدي إلى حدوث نوبات هلع، وأنت أساسًا عندك قابلية للخوف، وبعد ذلك استمرت معك نوبات الهلع حتى أصبحت اضطرابًا للهلع، وطبعًا تحسّنت على العلاج، ولكن الآن فترة جائحة الكورونا هذه تحدث معها الكثير من المشاكل النفسية وعلى رأسها اضطراب الهلع، وبالذات للأشخاص الذين عندهم تاريخ مرضي لحدوث هذه النوبات، وهذا ما حصل معك بالضبط أخي الكريم.

نصيحتي لك بالاستمرار على الحبوب نفسها في هذه الفترة، الحبوب التي كتبها لك الطبيب، وبالذات الـ (استالوبرام)، أمَّا حبوب الـ (Medizapin) فاستعملها عند اللزوم، لأن الاستمرار عليها قد يُسبب الإدمان.

أيضًا أنصحك بإجراء تمارين رياضية في المنزل، لأن الرياضة تؤدي إلى شعور بالاسترخاء، والاسترخاء ضد القلق والتوتر، وبالتالي ممارسة الرياضة تطرد القلق والتوتر.

استمر على تناول الاستالوبرام عشرة مليجرام – كما ذكرتُ لك – بانتظام، لفترة أخرى حتى تكمل الستة أشهر. أمَّا الـ (Medizapin) فاستعمله عند اللزوم فقط ليلاً، ومع التمارين الرياضية في المنزل؛ عليك بأن يكون روتين يومي في المنزل، تعمل أشياء محددة لكي لا تشعر بالقلق والتوتر والوحدة، حاول التواصل مع أصدقائك، وإن كان ذلك عن طريق وسائل الاتصال المختلفة من خلال الإنترنت، فهذا أيضًا يؤدي إلى الاسترخاء.

نسأل الله العظيم أن يوفقك ويُسدد خطاك، وأن تمر عليك هذه الفترة بسلام وتتخلص من نوبات الهلع والقلق والتوتر.

وفقك الله وسدد خطاك.

www.islamweb.net