أشعر بأني بلا هدف في الحياة، فكيف أغير حياتي؟
2020-12-10 04:25:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
في الحقيقة أصبحت أشعر أني إنسانة بدون هدف في هذه الحياة، أصبح عمري ١٩ سنة، وإلى الآن لم
أفعل أي شيء، تخرجت منذ سنتين من المدرسة، وإلى الآن لم أدخل الجامعة بسبب نسبتي المنخفضة جداً، والتي حاولت أكثر من مرة أن أتقدم إلى الجامعات، لكن دون جدوى، وخصوصا أني مستقرة في إحدى الدول الخليجية، وهناك صعوبة بأن تتيسر أموري بهذه النسبة.
الآن أنا جالسة في المنزل، ولا أعلم ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أدرس تخصصات لا أريدها، ولكن أصبحت أشعر بأني مجبورة بهذا الأمر، على الرغم من أن طموحي وأحلامي أكبر بكثير.
تكلمت مع والدي بخصوص أمور كثيرة أريد أن أفعلها، ولكن للأسف والدي عائق كبير في حياتي، فهو لا يسمح لي بأن أمارس حتى الهوايات التي أحبها.
أصبحت أخشى أن أتقدم في العمر وأنا لم أحقق أي إنجاز في حياتي، أنا حتى لم أعش مراهقتي كباقي الفتيات، والآن كبرت في العمر وأنا لم أعش كما أريد!
في كل يوم أصحو فيه أقول أني بدون هدف، ولماذا أنا على قيد الحياة؟ ما زالت أفكر بطموحي وأحلامي التي من المستحيل أن تتحقق، لا أعلم إذا كانت لديكم فكرة كيف أتطور؟ أو أفكر في تغيير حياتي؟
أنا أصلي وأدعو في الأوقات المباركة أن يحقق الله لي ما أتمنى، لعله يستجيب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hadeel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً وسهلاً بك.
ابنتي الحبيبة: وجود الهدف في حياتنا سيجعل لها طعماً ومعنى، فصاحب الهدف يحيا حياة سعيدة، ومن يفتقدها تصبح حياته كئيبة مملة، ولكن هذا الهدف الذي نضعه لأنفسنا يجب نسعى لتحقيقه، وحتى يتحقق هناك شروط لذلك، ومنها:
أنّ يكون واضحاً وواقعياً وليس صعب الوصول إليه، بالإضافة إلى وجود خطة عملية وجيدة لتحقيقه طبعاُ مع أهمية بذل الجهد والأمل والتفاؤل والصبر.
أهم خطوة تبدئين بها هي أنّ تختاري تخصصاً يناسب قدراتك وإمكانياتك وظروفك، لذلك عليك معرفتها وتحديدها حتى تختاري المناسب لك، لأن اختيار التخصص الجامعي لا يجب أنّ يقف على الميول الشخصية فقط.
أريدك أنّ تفكري بإيجابية وتنسي سلبيات هذين العامين فجميعاً نأخذ قرارات ما بين صائبة وخاطئة وهذه هي سنة الحياة، وجميعنا قد نخفق في حياتنا وهذا أمر طبيعي، ولكن من غير الطبيعي أنّ تقف حياتنا عند تعثرنا، ومن غيرالمقبول أنّ لا نتعلم من هذا التعثر وأنّ لا نتخطاه، أهم خطوة تبدئين بها هي أنّ تختاري تخصصاً يناسب قدراتك وإمكانياتك لذلك عليك معرفتها حتى تختاري المناسب لك لأنّ اختيار التخصص الجامعي كما قلنا لا يجب أنّ يقف على الميول الشخصية فقط.
استشارة الإخصائيين في هذا المجال أمر مهم.
ابتعدي عن مشتتات الحياة: من خوف وقلق، وأفكار من هنا أو هناك، ثقفي نفسك، احفظي القرآن، طوري من مهاراتك، وهذا كله تستطعين القيام به وأنت في المنزل، ومن خلال قراءة الكتب من خلال مواقع على النت، وما كان مستحيلًا في الماضي أصبح قريبًا وسهلًا وفي بيوتنا، فكل ما عليك هو عزم النية وبثقة عالية بالله عز وجل، واعلمي أننا أصحاب مكانة عند ربنا الباري، فلتكن نفسك غالية لديك، ولبي نداءها وحاجاتها دون ضرر أو ضرار، لتتمكني من الاستمرارية في هذه الحياة السهلة الصعبة المليئة بالسعادة والشقاء وبالبسمة والدمعة، هذه هي الحياة بنيتي، وُجدنا لنعيش ونؤدي رسالة العباد، ونعبد الله ونرضى بما قسم لنا، ونشكره بكرة وأصيلًا على ما حبانا به من نعم في هذه الدنيا.
أود أنّ أُحيي فيك التزامك بأداء الصلاة، فحافظي على الطاعات؛ فهي مهدئة للنفوس، وبلسم الجروح، وقولك: " أدعو ربي أن يحقق لي ما أتمنى لعله يستجاب"، أقول لك: أحسني الظن بالله، وصدق الله القائل في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرًا فله وإن ظن شرًا فله"، فليكن ظنك خيرًا؛ لتحققي هدفك وتصلي إلى ما تتمنين في حياتك.
احرصي على بر والديك، ولا تكثري من الجدال معهما، واعلمي أن لكل واحد منا مهما علا شأنه مفتاح شخصية، فابحثي عن مفتاح شخصية والديك، وتقربي منهما وخاصة أمك؛ ربما تتفهمك أكثر وتقف بجانبك، وكل هذا يعتمد على أسلوبك في الحديث معهما.
أما بالنسبة إلى والدك: فعليك بالحوار ثم الحوار مع والدك، ومحاولة إقناعه باختيارك للتخصص أو أي شيئ آخر، لا مانع من الاستعانة بأعمامك وكل من له تأثير على والدك.
وفقك الله لما يحب ويرضى غاليتي.