الاكتئاب الحاد والفوضى يدمران حياتي، وأصبحت مهملة في شؤون حياتي!

2020-12-16 02:05:04 | إسلام ويب

السؤال:
أنا حامل بالأسبوع السابع، وأعاني من اكتئاب حاد، لا أرغب بالاستيقاظ من النوم، منزلي أصبح بحالة فوضى، لا أرغب بالبقاء بالمنزل، زوجي الحمد لله يحبني وهو يحسن معاملتي ولكنني بهذه الفترة أشعر أنني أصبحت لا أرغب بوجوده، لا أستطيع تنظيف المنزل ولا حتى الأكل فيه، عند أهلي أكون بقمة سعادتي وآكل وأنام بشكل طبيعي، لا أستطيع الخروج من هذه الحالة، أصبحت أحب الليل للنوم وأكره النهار.

أفيدوني، حيث أصبحت مهملة في شؤون منزلي، حتى إنني موظفة أصبحت أهمل عملي بعض الشيء، وأرغب بالبقاء نائمة أو كسولة لا أرغب بعمل شيء، حتى عند إحساسي بالجوع لا أستطيع أن أجهز لي طعاماً.

أنا أعاني من هذا الحال!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ HIHU حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنا لا أرى أنه لديك اكتئاب نفسي حقيقي، أنت لديك حالة مزاجية سلبية ظرفية، فحين تكوني في منزل أهلك تكوني بخير، وحين تكوني في منزلك يحدث هذا الكدر والعسر في المزاج، والسلبية في الأداء الاجتماعي.

يجب أن تبحثي عن السبب –أيتها الفاضلة الكريمة- علاقاتك الأسرية: ذكرت أن علاقتك بزوجك علاقة طيبة، فما هو الشيء المرتبط بالبيت الذي يجعلك في هذه الحالة؟ هذا يجب أن تستكشفيه، ويجب أن تُعالجيه، وأعتقد أن هذه النقطة الجوهرية.

مثل هذه الحالات قد لا تستجيب للعلاجات الدوائية، وقطعًا لا داعي لأي دواء وأنت في بدايات الحمل، فحاولي أن تُكيفي نفسك مع حياتك بصورة أفضل، هذا هو بيتك، وهذا هو زوجك، وأنت الآن حامل، ويجب أن تكوني في صحة نفسة جيدة حتى لا ينعكس ذلك سلبًا على الجنين.

تفائلي، أدِّي صلواتك في وقتها، واحرصي على الأذكار –خاصة أذكار الصباح والمساء– وحافظي على ورد يومي من القرآن، ولا تنس الدعاء، فإن الدعاء سلاح عظيم، وتجنبي النوم النهاري، احرصي على النوم الليلي، قومي بأي نوع من التمارين الرياضية المفيدة، وأبعدي عن تفكيرك تمامًا هذا الربط؛ أنك سعيدة في بيت أهلك وغير سعيدة في بيت زوجك، هذا أمرٌ حساس جدًّا، وأرجو أن تُعالجي هذا الوضع.

إن تطلب الأمر أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا للمزيد من الاستقصاء وللمزيد من الاستكشاف عن طبيعة هذه الإشكالية المزاجية الظرفية، لأن الاكتئاب لا يرتبط بالأماكن ولا بالأزمان، هذا هو الاكتئاب البيولوجي الحقيقي، لكن هذه التي تتكلمين عنه هو نوع من التقلبات المزاجية الظرفية التي تأتي تحت ما يُسمَّى بـ (عدم القدرة على التكيُّف).

أنصحك أن تسعي أن تكوني إيجابية دائمًا، وكما ذكرتُ لك إن كانت هنالك أي صعوبات ظرفية حاولي أن تتجاوزيها، وسيكون من الطيب والجميل أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net