أحس أني فاشل وأشعر بفقد الثقة، كيف أجدد إيماني؟

2020-12-16 04:59:13 | إسلام ويب

السؤال:
تعبت من حياتي والمشاكل التي فيها، كل يوم أتمنى الموت، وأحس حياتي بلا هدف، بلا معنى، ليس لدي طاقة لعمل أي شيء، لا أدرس ولا أشتغل، ولا حتى أعيش، ليس عندي شغف لأي شيء!

أحس أني فاشل بكل شيء، أهلي فقدوا الأمل في، وأنا فقدته في نفسي، لا يوجد أي دافع يجعلني أحب الحياة، حتى شكلي بشع، وجسمي ضعيف، أحس أني جسد بدون روح، أعيش للموت فقط،
حتى بعد أن أموت لا آمل في ارتياح، لأني حتى صلاتي لا ألتزم بها، يعني أنا خلقت لأتعذب، الحمد لله على كل حال، تعبت، ومليت.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابني العزيز: ما دمت تصف حالتك بهذا الوضوح، فأنت تعرف الأسباب أليس كذلك؟ وهذا يشكل نسبة كبيرة من الحل، لأنه من الناحية العقلية يوجد سبب ونتيجة، فإذا كنت لا تجتهد أو تسعى للتخلص من جميع السلبيات المذكورة فمن الطبيعي أن تزيد المشكلات وتتفاقم، وإذا كنت طالباً فما هو الشيء المتوقع منك سوى الاهتمام بدراستك، والتخطيط لمستقبلك.

عليك أخذ ما يلي بالاعتبار:

- الإنسان ليس بجماله أو بشاعته أو حجم جسمه، بل بأخلاقه وعلمه وأدبه وعمله لآخرته، فمن أصلح الله نيته في أعماله تمت له السعادة وانتفع بأعماله، ومن فسدت نيته لم تنفعه الأعمال، ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم -وفي اللفظ الآخر- ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) فالصورة والجسم والمال ليس محل نظر، محل النظر ومحل الاعتبار القلب والعمل، فمتى صلح القلب وزكى القلب بالإخلاص لله ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، زكت الأعمال، ومتى فسد القلب بالرياء والسمعة والشرك فسدت الأعمال، فالأعمال بالنيات.

يقول صلى الله عليه وسلم: (ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) فهي محل النظر، فإذا زكى القلب واطمأن إلى الله وأخلص لله وعظمه وخافه واستقام على الشريعة صلحت أعماله وانتفع بأعماله وإلا فلا.

- غير عاداتك السلبية، واستبدلها بأخرى إيجابية.

- ركز على الحلول، لا تجلس وتعد مشكلاتك بل فكر بطرق للتخلص منها.

- اقرأ عن الموضوعات التي تجد نفسك قليل المعرفة فيها، وتابع مجريات الأحداث العالمية والأخبار اليومية، فهذا يجعلك أكثر اطلاعاً ومعرفة مما يساعظك على التواصل وطرح أفكارك وانتقاد أفكار الآخرين منا يعزز ثقتك بنفسك.

- ابدأ بالظن والتفكير الإيجابي قبل السلبي، وحاول أن تتجاهل الكلام والمواقف التي ليس لها أي تأثير مباشر عليك.

- نظم حياتك وأولوياتك (نوم كافي، غذاء صحي، علاقات سليمة، أصحاب ذوي أخلاق حسنة، مواظبة على الطاعات).

- حدد السلبيات والايجابيات في شخصيتك، وابدأ بالتخلص من السلبيات حسب الأولوية.

- ضع أهدافاً في حياتك قابلة للتحقيق، واعمل على تحديد زمن لإنجازها.

- بالنسبة للصلاة، الصلاة يا عزيزي إضافة إلى أنها عبادة وتقرب إلى الله، فهي تعمل على إحداث الاطمئنان والسكينة في قلوبنا، يقول الله عز وجل: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها. { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.

الصلاة من أسباب الهداية واستقامة العبد، لأنها تنهى العبد عن المعاصي والوقوع فيها، فمن اشتغل وقته بالطاعة والذكر ابتعد عن المعاصي ومسبباتها، فلقد قال الله عز وجل في قرآنه الكريم:(وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ)، فإياك والتهاون بأداء الصلوات.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

www.islamweb.net