أشعر بقلق وندم لزاوجي بفتاة من أسرة متوسطة الحال!
2021-01-19 03:34:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عقدت على فتاة، راعيت أن تكون من أصحاب الدين عند اختياري، فذهبت إلى منتقبة ذات سمعة طيبة وجميلة، وأسرة متوسطة الحال، يتقدم لها الكثير، لكنها وافقت علي.
حينما أقارن حالي ببعض زملائي الذين خطبوا بنات من أسر غنية من جيراني، لكن لم يكونوا على نفس درجة الدين، أشعر بغيرة وندم وأقول لو أني تريثت واخترت أسرة غنية تريحني ماديا في المستقبل، وتساعدني لكان أفضل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أخي الكريم، ونسأل الله أن يسعدك في الدنيا والآخرة، والجواب على ما ذكرت:
- ثبت في سنة النبي صلى الله عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ". رواه البخاري، قال ابن حجر: والمعنى: أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء لا سيما فيما تطول صحبته، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدين الذي هو غاية البغية." وإذا لم يتزوج الإنسان الصالح بامرأة صالحة، فإنه يكون في حياته خلل ظاهر؛ لأنه لم يجد من تعينه على طاعة الله، ولهذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم عليه بالفقر والذلة بقوله" تربت يداك" وإن كان لا يريد حقيقة الدعاء.
، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا؛ المرأة الصالحة ". رواه مسلم، وجاء في حديث وصف المرأة الصالحة " إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته ". رواه أبو داود.
- وبعد ذكر الأدلة المتقدمة، فأنت في خطبتك لهذه الفتاة المتدينة قد فعلت عين الصواب الموافق للشرع والعقل والفطرة، ولا داعي للندم والقلق، بل عليك أن تشكر الله الذي وفقك إلى هذا الخير.
- وأما مسألة الزواج من فتاة غنية، فإذا كانت متدينة فأنا معك في أن الزواج منها أفضل؛ لأن الاستقرار المادي لا شك سيكون أحسن، ولكن إذا كانت الفتاة غنية وليست متدينة، فهذه الزواج منها ليس فيه خير، بل قد يكون سببا في البلاء على زوجها، فقد جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تَنكِحوا النِّساءَ لحُسنِهِنَّ، فعَسى حسنُهُنَّ أن يُرْديَهنَّ، ولا تنكِحوهُنَّ علَى أموالِهِنَّ فعَسى أموالُهُنَّ أن تُطْغيَهنَّ، وانكِحوهنَّ على الدِّينِ، فلأمَةٌ سَوداءُ خَرماءُ ذاتُ دينٍ أفضلُ" رواه الضياء المقدسي وصححه أحمد شاكر.، وأنت بزواجك أردت العفاف، وأردت صاحبة الدين حتى تعينك على طاعة الله، وتحسن في تربية الأبناء، وبهذه النوايا الصالحة سيفتح الله عليك من خزائن فضله، وستكون في أحسن حال في الجانب المادي، كما جاء في الحديث" ثلاثة حق على الله عونهم".. وذكر منهم "الناكح يريد العفاف" رواه الترمذي.
وفقك الله لمرضاته.