هل يحول لبس النقاب دون خطبة الشباب للفتاة؟

2003-12-14 19:35:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أطرح عليكم مشكلتي وهي:

أنا فتاة من أسرةٍ ملتزمة جداً، وتعرف حدود الله جيداً، وأنا أريد لبس النقاب ولكن أبي معارض بشدة، ويقول لي: يكفيك الحجاب الشرعي الذي ذكر في الكتاب والسنة، وأن النقاب شيءٌ لا داعي له في ذلك الوقت.

أريد مشورتكم وحل مشكلتي، هل إذا لبسته أكون عاقة لوالدي أم أستمع كلامه وأكتفي بهذا؟ مع العلم أني لست متزوجة ولا مخطوبة، ويمكن أن يكون ذلك أحد أسباب المعارضة من والدي، ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ . م . ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يملأ قلبك محبة له ولكتابه ولرسوله ولهديه وشرعه، وأن يشرح صدر والدك للعمل بالسنة، وأن يجعله وبقية أفراد أسرتك عوناً لك على طاعته ورضاه، وأن يرزقك زوجاً صالحاً.

وبخصوص ما ورد برسالتك فيبدو -والله أعلم- أن والدك حفظه الله رغم ما هو عليه من فهم والتزام يعيش بفكر غالب العوام الذين يرون أن النقاب وستر الوجه قد يحول دون تقدم الخطاب؛ نظراً لعدم معرفتهم بمستوى جمال ابنتهم، وأن كشف الوجه يشجع الخطاب على التقدم لخطبتها، ونسوا أو تناسوا أن الزواج من قدر الله الذي قدره قبل خلق السماوات والأرض، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفى رزقها وأجلها، وأن هناك الكثير من الشباب الفاضل الملتزم يقبل على الأخت المنقبة حتى وإن كانت متواضعة الجمال؛ لأنهم يتزوجون الفتاة لدينها فقط، وهم غالباً أفضل الشباب وأكثرهم نجاحاً وتوفيقاً، وعموماً قد يكون والدك أيضاً من النوع الذي يرى أن مسألة النقاب مسألة خلافية حيث أن هناك من يرى أنه سنة ومنهم من يرى أنه واجب، وهذا ما دعاه إلى أن يطلب منك هذا، ومن هنا فإني أرى أن تحاولي إقناع والدك بالحجة والبرهان وبهدوء وأدب وتواضع، فإن قبل كلامك فهذا ما نرجوه، وإن لم يقبل فلا مانع من تأجيل هذا الأمر لفترة محدودة من باب التوسط في الأمر، اتفقي معه على ذلك حتى تكوني قد أعذرت إلى الله تعالى وأخذت بأسباب الإقناع وإقامة الحجة، وأخبري والدك بأن كشف الوجه لن يقدم ولن يؤخر في مسألة الزواج، وأن الإنسان كلما كان أحرص على طاعة الله وتحقيق مراضيه كان أولى بإكرامه والتفضل عليه، وأن ما عند الله لا يتوصل إليه بمعصيته، وإنما الطاعة والاستقامة هي سبيل النجاح والفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، كما قال جل جلاله: (( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ))[طه:123-124].

مع تمنياتنا لك بالتوفيق في إقناع والدك أو الصبر عليه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net