بعد الإجهاض انتابتني أعراض اكتئاب وحزن
2021-02-07 03:42:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
متزوجة، أبلغ من العمر 39 سنة، تعرضت لثلاث حالات إجهاض متتالية، وبعد الإجهاض الثاني تعرضت لاكتئاب وحالات من الهياج، وتوجهت للعلاج النفسي الذي تحسنت على إثره قليلا.
لكني لا أشعر أني بخير؛ حيث إني أصبحت حساسة جدا سريعة البكاء والغضب، وأكثر الأشياء التي ترهقني هي الخوف الشديد من المرض؛ حيث أشعر دئما بالإرهاق والتعب والخمول وبآلام مختلفه في جسمي، وتنتابني الهلاوس والخوف و الرعب، من أني أعاني من مرض خطير، وسوف أفارق عائلتي وأدخل في حالة من البكاء والأرق، وخاصة عندما أشعر بالألم في مكان ما أبحث في قوقل عن الأعراض التي تشابه أعراضي: كالاختناق الشديد، وأشعر بحراره تسري في صدري والأكتاف واليدين، ومن ثم أدخل في نوبة تأنيب الضمير أني لست إنسانة صالحة، ولست راضية بحكم الله بسبب تصرفاتي.
أصبحت لا أشعر بحلاوة الحياة، ولا أهتم بنفسي، وأهول الأمور وأقدم الأسوأ.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
بعض النساء قد يُصبن بالفعل بحالات من الاكتئاب بعد الإجهاض، خاصة إذا كانت المرأة متشوقة للإنجاب، وهذا أمرٌ طبيعي جدًّا، وحقيقة يظهر أنك حساسة أصلاً، ولديك بعض أعراض قلق المخاوف الوسواسي، ومخاوفك حول الأمراض هي جزء من حالة القلق وعدم الاستقرار النفسي الذي تعانين منه.
إذًا في نهاية الأمر نقول إن لديك حالة بسيطة من قلق المخاوف الوسواسي، وتركيزك أصبح على الخوف من الأمراض الجسدية الخطيرة.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أريدك حقيقة أن تلتزمي بالآتي:
أولاً: أرجو ألَّا تترددي كثيرًا على الأطباء، هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا، لكن في ذات الوقت يجب أن يكون لك مواعيد منتظمة مع طبيبة تثقين بها كطبيبة الأسرة، مثلاً تُراجعي طبيبتك مرة كل ثلاثة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات العامة، وهذا في حدِّ ذاته يُطمئن الإنسان كثيرًا.
ثانيًا: عليك بممارسة الرياضة، في مثل عمرك هذا الاكتئاب يأتي، هشاشة العظام تأتي، وعلى ضوء ذلك نقول إن ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي فيها خير ومنفعة كثيرة جدًّا لك من الناحية النفسية وكذلك من الناحية الجسدية؛ فالرياضة تُزيل الخمول والشعور بالآلام الجسدية المتكررة.
ثالثًا: يجب أن تكوني صارمة جدًّا في إدارة الوقت، تنامي نومًا مبكِّرًا بقدر المستطاع، وتتجنبي النوم النهاري، وتكوني إنسانًا فعَّالاً ولك أنشطة بعد صلاة الفجر، بعد أن تصلي الفجر يمكن مثلاً أن تقومي ببعض الأعمال المنزلية، وذلك بعد قراءة أذكار الصباح، ويا حبذا لو قرأت ورداً من القرآن، والقيام بالأعمال المنزلية في الصباح على وجه الخصوص يعطيك الشعور بالإنجاز، يعطيك الشعور بأنك إنسانة منضبطة، بأنك إنسانة نجاحة، إنسانة نافعة لنفسك وللآخرين، وهذا يصرف انتباهك تمامًا عن الآلام الجسدية والمخاوف المرضية التي تعانين منها.
من المهم جدًّا أيضًا أن تُحسني التواصل الاجتماعي، القيام بالواجبات الاجتماعية مهمة جدًّا، لا تتخلفي عن أي واجب اجتماعي، دعوات الأفراح يجب أن تقومي بتلبيتها، مشاركة الناس في أحزانهم، زيارة المرضى، صلة الرحم، الاهتمام بأسرتك وبزوجك وببيتك... هذه كلها متطلبات علاجية مهمَّة جدًّا، وفي ذات الوقت تشعر الإنسان بالراحة وبالسعادة، فأرجو أن تحرصي على ذلك.
بقي أن أقول لك: إنك محتاجة لأحد مُحسِّنات المزاج ومضادات القلق والمخاوف، من أفضل الأدوية عقار يُسمَّى (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، ويُسمَّى تجاريًا (زولفت) أو (لوسترال)، وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى، الدواء دواء سليم، غير إدماني، غير تعودي، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة واحدة يوميًا – أي خمسين مليجرامًا لمدة شهرٍ، ثم تنتقلي إلى الجرعة العلاجية بأن تتناولي حبتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعليها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى كجرعة وقائية، ثم تجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول السيرترالين.
لابد أن يكون الالتزام بالجرعة والانضباط في بنائها وكذلك الاستمرار عليها ثم التوقف التدريجي منها. كما ذكرتُ لك هذا دواء فاعل وسليم وممتاز جدًّا، فقط قد يفتح شهيتك قليلاً نحو الطعام، فإن حدث شيءٌ من هذا أرجو أن تقومي بالضوابط اللازمة حتى لا يزيد وزنك عن المعدل الطبي المطلوب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.