الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
لديك استشارات سابقة كثيرة حول الوساوس وحول المخاوف، وقد تمت الإجابة عليها.
أنا أريد أن أركّز على نقطة واحدة، وهي أن الإنسان لديه جدول أسبقيات من الناحية الفكرية، فالإنسان إذا قام بتنظيم أفكاره حسب أهميتها هذا يؤدي إلى تغيير السلوك. فيا أيها الفاضل الكريم: لا يمكن أن يكون الانشغال بالهاتف قبل النوم هو أهمّ شيء في حياتك، لا.
حقِّر هذا الأمر، وفكِّر في أشياء أخرى: ما هو برنامجك غدًا، ما هي الأشياء التي يجب أن تقوم بها، ما هي أهدافك؟ تقرأ أذكار النوم بتدبُّر وبتمعُّن، وتعمل بعض التمارين الاسترخائية قبل النوم، وللتدرُّب على هذه التمارين يمكنك أن تطلع على أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، أو تطلع على استشارة إسلام ويب والتي رقمها (
2136015) وسوف تجد فيها إن شاء الله تعالى بعض الإرشادات المفيدة جدًّا.
فإذًا تحديد الأسبقيات، لا بد للإنسان أن يكون له جدول يوميّ يُحدِّدُ فيه أسبقياته، ويعطي كلَّ عملٍ مفيدٍ الزمَن الذي يستحقّه، وبهذه الكيفية -بهذا التدرُّج المنطقي جدًّا- سوف يتقلّص الزمن الذي تستغرقه في الهاتف، خاصة في فترة ما قبل النوم، وأعتقد أن الأمر أخذ نوعًا من النمط الوسواسي.
الإنسان عاداته السيئة يجب ألَّا يجعلها رتيبة ولا يجعلها نمطًا في حياته، لأن ذلك سيجعلها ذات طابع وسواسي، وتصبح ملازمة لشخصيته لا ينفكَّ عنها، لذلك عليك أن تكسر هذا النمط وابحث عن البدائل، وضع الأشياء المهمّة في المقام الأول، وسوف تجد أن حياتك أصبحت أكثر اطمئنانًا، وقد اختفى هذا النمط الوسواسي، وإن شاء الله تعالى ترتقي بصحتك النفسية بصورة إيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.