لا أعلم ماذا أفعل فأنا أريد الزواج ولكنني لا أعمل، أفيدوني.
2021-03-09 03:20:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب كبقية الشباب، في هذا السن السادسة عشر أعيش مع أهلي، ويصرفون علي وما إلى ذلك، ولا أعمل، مشكلتي أنني أحتاج إلى الزواج في أسرع وقت، فمجتمعي مليء بالمتبرجات، وكل مكان فيه متبرجات، وكرهت حياتي بسبب ذلك، وشهوتي عالية.
أهلي قد يزوجونني إذا تخرجت من الجامعة، وهم موافقون في ذلك السن، ولكني سأكون في عمر 21 وقتها ولن أصبر حتى ذلك الوقت، وأفكر بترك الجامعة والعمل في أي مجال بعد الثانوية؛ لأنني لن أستطيع الجمع بين دراسة الثانوية والعمل، ولا أدري أأترك الثانوية وأعمل؟ المشكلة تكمن في العمل.
هناك أفاضل كثيرون هنا وسيقبلون بي فقيرا لأنهم يعلمون حال المجتمع وحالي، لدي مبلغا من المال حوالي ٢٠٠٠ جنيه مصري فحسب، أريد أي مساعدة منكم، لا أعرف ماذا أفعل؟ فحالتي صعبة ولا أدري ماذا أفعل؟ ولدي أفكار كثيرة، ولا أعلم الصحيح منها من الخاطئ.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الابن الفاضل- في الموقع، ونحن سعدنا بهذا التواصل وبهذه الاستشارة، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يضع في طريقك بنت الحلال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
لا شك أن الرغبة في الزواج رغبة في الخير، وهي رغبة مشروعة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدِّرْ لك الخير، وأرجو أن تكون هذه الرؤية واضحة بالنسبة لوالديك، ونتمنَّى أن تجد منهم العون والتفهُّم لهذا الوضع الذي تتكلَّم عنه، وندعوك أيضًا في المقابل إلى شغل نفسك بدراستك، وبالاجتهاد فيها، وبالحرص على الإكثار من الصيام، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَنْكِحْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَا فَلْيَصُمْ فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ).
ومثل الصوم كذلك الاشتغال بالعبادات الروحية، من صلاةٍ، أو تلاوةٍ لكتاب الله تعالى، أو الاهتمام بالهوايات، أو تطوير المعلومات الدراسية، والحرص على التفوق، بالإضافة إلى شغل النفس بالرياضات المفيدة التي يقوّي بها الإنسان بدنه ويُخرجُ الطاقة الزائدة الموجودة في جسده.
على كلِّ حال: نحن ندعوك إلى عرض هذا الأمر المشروع على أسرتك، وطلب المعونة منهم، دون التوقّف عن الدراسة، فمسألة ترك الدراسة والتوقف عنها لا نُؤيِّدُها، لأن المسألة ليست مجرد زواج، المسألة مسألة مستقبل وأطفال ومسؤوليات، ولذلك الدراسة ممَّا يُعينك، هي سبب من الأسباب التي تُعين الإنسان على تحسين وضعه، والإنسان يستطيع أن يعمل لكن بعد أن ينال الشهادات، له أن يعمل بعد ذلك في أي مجال شاء، والشهادة والتعليم فيه تطوير لقدرات الإنسان ومهارات الإنسان.
وليست القضية أن يقبل بك الناس، فأنت فاضل، ولولا ذلك لما كتبت تسألْ عن هذه المسألة، لكن ماذا بعد أن يقبلوا بك؟ كيف سنواجه هذه المسؤوليات؟ .. أنا أريد أن أقول: لا شك أن المؤمن يثق أن الله يُعاونه، وخاصَّةً الذي يريد العفاف والنكاح، فإن العظيم يُساعده، ولكن لابد كذلك من بذل الأسباب، ثم التوكُّل على الكريم الوهَّاب، يعني: (يعقلها ويتوكّل).
وسعدنا أن لديك مبلغ، ونتمنَّى أن تُعوِّد نفسك التوفير والادخار، وهذه معاني جميلة، لأنك عند الزواج نريد أن تبذل ما عندك ثم تسأل الآخرين أن يقفوا معك بعد ذلك، وطريقة التوفير والحفاظ على المال وحُسن إدارة الأموال؛ هذه من الأمور المهمّة التي تُساعدك إن شاء الله في إكمال مشروع الزواج.
وندعوك طبعًا إلى الدعاء لنفسك، وإلى غض البصر، والبُعد عن أماكن النساء، وإلى شغل النفس بالمفيد قبل أن تشغلك بغيره، إلى مخاطبة الأسرة والتفاهم معهم، ونسأل الله أن يعينهم ويُعيننا جميعًا على أن نكون عونًا لأبنائنا على بلوغ الحلال، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.