الكل تركني وأنا في حالة اكتئاب شديدة

2021-03-30 01:51:16 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا أعاني من اكتئاب وأرق منذ أشهر؛ لأن جميع من حولي كرهوني بالمعنى الحرفي، أبي وأمي وإخوتي وأصدقائي، المشاكل الصغيرة توجد دائما ولكن هذا حصل بلا سبب وكأن الجميع اتفقوا علي، وللأسف أن هذا الأمر يؤثر على دراستي ولا أستطيع الدراسة، خصوصا أني في الثانوية العامة وهي سنة تحديد مصير، فأنا خائف جدا من الرسوب وأن تؤول الأوضاع إلى ما هو أسوأ.

ومشكورون مسبقا إخوتي الأفاضل في هذا الموقع المبارك.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبيدة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أجاب الدكتور عبد الرحمن جرار على استشارتك التي رقمها (2464973) وذلك بتاريخ 13/1/2021، أتمنَّى أن تكون قد أخذت بالإرشادات القيمة التي ذكرها لك.

أنت الآن تقول إنك دخلت في حالة اكتئابية، لأن كل مَن حولك من الأهل يكرهونك، وتحس كأنَّ هنالك مؤامرة ضدّك: أنا أعتقد أن هذه المشاعر ليست صحيحة، لا أحد حقيقة يجد كراهية من أهله، هذا أمرٌ ليس صحيحًا وضد الفطرة البشرية، خاصة الوالدين.

أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تُصحح مفاهيمك، وأرجو أن تُراجع نفسك بكل مصداقية وشفافية، تُراجع مواقفك حيال مَن حولك، هل هناك تقصير من جانبك؟ هل هنالك بعض التصرفات التي قد لا تكون مقبولة بدرت منك؟ الإنسان لابد أن يُراجع نفسه في هذه المواقف، والحياة بين الناس هي تبادل وأخذ وعطاء.

فأنا أرجوك أن تُركّز كثيرًا على حُسن التواصل والتعامل مع والديك على وجه الخصوص، وحاول أن تستأثر بحب والديك، أن تتقرب إليهما، أن تُبدي البِّرّ لهم، وأن تكون صادقًا في ذلك، هذا فيه خيرٌ كثير جدًّا، حتى لو لم تبني علاقة طيبة مع بقية الأهل، يجب أن تكون حريصًا على علاقة طيبة ومتميزة مع والديك، وهذا فيه خيرٌ كثيرٌ لك إن شاء الله تعالى في الدنيا والآخرة.

وأريدك أن تعرف حكمة عظيمة، وهي أن الإنسان يجب أن يُعامل الناس كما يُحب أن يعاملوه، وهذا ينطبق على الأهل وعلى القريب وعلى البعيد، ومن خلال ذلك إن شاء الله تعالى تستطيع أن تكسب ودَّ أهلك وودَّ الآخرين.

كذلك أحسن وأصلح علاقتك بالله تعالى يُحسن ويُصلح علاقتك بالآخرين، {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا}.

الاكتئاب يُهزم بهذه الكيفيات، بأن تتسامى، بأن تترفع عن الصغائر، بأن تكون شخصًا دائمًا تُقدِّم الخير للآخرين، أن تكسب ودَّ أهلك، أن تكون بارًّا بوالديك، هذا مهمٌّ جدًّا، وحاول أن تكون إيجابيًا في كل شيء.

الدراسة مهمّة، لكن نحن نريدك أيضًا أن تستمتع بحياتك، أن تكون حياتك طيبة، وأنت شاب، والله تعالى حباك بطاقاتٍ كثيرة.

أحسن إدارة وقتك، هذا مهمٌّ جدًّا، تجنّب السهر، عليك بالنوم الليلي المبكّر، استيقظ لصلاة الفجر، وسوف تجد أنه لديك طاقات عظيمة جدًّا، يمكنك الدراسة بعد الصلاة، قم بالصلاة، ثم الأذكار، ثم الاستحمام، تناول كوبًا من الشاي، قم بحركات رياضية إحمائية لمدة خمس دقائق، واجلس وادرس، وسوف تجد أن مستوى تركيزك عالي جدًّا، دراسة لمدة ساعة واحدة في هذا الوقت تُغنيك عن ثلاث ساعات في بقية اليوم، والإنسان حين يبدأ يومه بهذه الكيفية وهذه الإيجابية لا شك أن بقية اليوم أيضًا سيكون موفَّقًا وسلسًا وجميلاً.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net