الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: قلق وتوترات وما يحدث من عُسرٍ في المزاج بعد الإصابة بالكورونا أمرٌ شائع جدًّا، فقد أجرينا دراسة ووجدنا أن خمسة وستين بالمائة (65%) من الناس تحدثُ لهم بعض الظواهر النفسية بعد الشفاء من الكورونا، فما يحدث لك – أيتها الفاضلة الكريمة – هي تبعات عادية وطبيعية جدًّا لهذه الجائحة التي نسأل الله تعالى أن يرفعها عن العالم جميعًا.
هنالك أمرٌ مهم، أنتِ – حفظك الله – في عمرٍ تحدث فيه الهشاشة النفسية عند النساء، كما تحدث هشاشة العظام، وهذا طبعًا جعل هنالك شيء من القابلية والاستعداد لأن تُصابي بهذه الأزمة النفسية، وهي ليست أزمة حقيقية، هو نوع من عدم القدرة على التكيف تمثّل في وجود القلق والتوتر الذي تحدثت عنه.
الحمد لله تعالى أنت تعملين مُحفّظة للقرآن، وهذا دور إيجابي في حياتك، وهذا عمل عظيم، (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، أسأل الله أن يكتب أجرك وأن يرفع قدرك أيتها الأخت الفاضلة، فأريدك أن تكوني في جانب التفاؤل، وأن تكوني في جانب الإصرار على أن تكوني فعّالة. حاولي أن تُديري وقتك بصورة إيجابية.
أريدك أن تمارسي رياضة المشي ففيها خير كثير لك، وتساعدك كثيرًا. تجنّبي شُرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، تجنّبي النوم النهاري. هذا كله -إن شاء الله تعالى- سوف يُساعدك على النوم الليلي الجيد، وثبّتي وقت النوم، وقطعًا أنت حريصة على أذكار النوم.
أريدك أيضًا أن تتدرّبي على تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفُّس المتدرّج. توجد برامج ممتازة على اليوتيوب حول تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تطلعي على أحد هذه البرامج وتطبقيه، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (
2136015) هي مفيدة جدًّا وذات نفع كبير لعلاج القلق والتوتر.
بالنسبة للعلاجات الدوائية – أختي الكريمة -: أنت لا تحتاجين أصلاً علاجات دوائية كثيرة، لكن أعتقد أنها مهمّة وسوف تُساعدك كثيرًا في ألَّا تدخلي في أي نوبات اكتئابية.
هناك دواء قديم جدًّا يُسمَّى (إميتربتالين) هو دواء حقيقة مُحسِّنٌ للمزاج، ومُحسِّنٌ للنوم، لكن قد يُسبِّبُ آثارًا جانبية بسيطة، منها الشعور بالجفاف في الفم، لكنه دواء مفيد جدًّا، فإن أردتِّ أن تستعمليه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين مثلاً، ثم تجعليها عشرة مليجرامات ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عن تناوله، هذا سيكونُ أمرًا جيدًا.
الـ (بوسبار) دواء جميل ومفيد جدًّا لعلاج القلق، لكنه حقيقة بطيء الفعالية، ولا يُحسِّنُ النوم، ولا مانع أن تستمري على البوسبار بجرعة عشرة مليجرامات صباحًا وعصرًا، أي عشرين مليجرامًا في اليوم، وهذه هي الجرعة الصحيحة، تتناولينها لمدة شهر، ثم اجعلي الجرعة خمسة مليجرامًات صباحًا وعصرًا لمدة شهرٍ آخر، ثم خمسة مليجرامات صباحًا لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله.
هذه هي الطريقة الصحيحة لتناول هذه الأدوية، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأنا أؤكد لك أن مخك سليم، وجسدك سليم، وهذا أمر بحول الله تعالى عارض، وسوف ينتهي تمامًا.
إذا لم تتحسّني – أختي الكريمة – بعد تناولك للأدوية وتُطبقي ما ذكرته لك أرجو أن تتواصلي معي، وأسأل الله لك العافية والشفاء.