أشعر بأني مريض بالقلب ولا يمكنني ممارسة حياتي
2021-07-08 03:00:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، في بداية الأمر شعرت كأن عقلي توقف لمدة ثوان معدودة، ثم انتابني شعور نبض القلب السريع جدا، وبدأ قلبي يخفق بسرعه كبيرة، وكنت متوترا جدا ولدي رعشة في الأيدي والرجلين، ذهبت إلى طبيب القلب والأوعية الدموية، وأجرى الفحوصات والأشعة اللازمة، وظهرت نتيجة هذا التشخيص وأشعة الايكو ممتازة جدا، سوى نسبة دهون ثلاثية 234 مللجم، ونسبة أملاح، وأعطاني دواء بيسولوك 2.5 مجم، وليبانثيل 300 مجم، ولكن مازالت المشكلة موجودة.
لا ينتابني شعور الخوف من المرض، وأضع يدي على قلبي دائما، وأشعر بالخوف الشديد من هذا المكان، وأستحضر إحساس أنني مريض بالقلب، وأصاب بحالة الهلع وعدم التركيز والتوهان، وأشعر بأني سوف أموت بنوبة قلبية، حالتي النفسية سيئة جدا، وقد تركت العمل بسبب ذلك، وحالتي الصحية تتدهور أيضا يوما بعد يوم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء وأشرك على صلتك وثقتك في إسلام ويب.
بداية لابد أن أطمئنك حقيقة، هذا نوع من قلق المخاوف، وهو كثير جدًّا، وأصبح أكثر انتشارًا بين الناس بعد جائحة كورونا، والناس طبعًا تحت الانطباع أن القلب هو مركز الحياة، فأي نوع من الخلل في نبضات القلب، تسارعًا أو انخفاضًا أو عدم انتظامٍ، حتى ولو تخيّله الإنسان مجرد تخيُّل تبدأ هذه المخاوف.
فأرجو أن تطمئن تمامًا، وقلبك سليم - إن شاء الله تعالى -، واصرف انتباهك عن هذه الإشكالية من خلال أن تُحسن إدارة وقتك، أن تكون دائمًا منشغلاً بأمرٍ مهمٍّ من أمور الحياة، وطبعًا الأنشطة اليومية للإنسان يجب أن تشمل القراءة، الاطلاع، الترفيه عن النفس، العبادة، ممارسة الرياضة، التواصل الاجتماعي، هذا كله مطلوب، طبعًا بجانب العمل، والأشياء الأخرى، ودائمًا النوم الليلي المبكّر نحن ننصح به كثيرًا؛ لأن السهر حقيقة يُضيّع الكثير من الوقت الجميل في اليوم التالي، وفي ذات الوقت يمنع حقيقة ترميم خلايا الدماغ وإراحة النفس بصورة إيجابية.
أرجو ألَّا تتردد بين الأطباء، لأن الإخوة والأخوات الذين يُعانون من قلق المخاوف المرضي يُكثرون من التردُّد على الأطباء، يقرؤون كثيرًا عن الأمراض، وهذا كله في نهاية الأمر ينتج عنه المزيد من الوسوسة والخوف والتوجُّس حول المرض.
أنا أنصحك أن تجري فحوصات دورية، مرة واحدة كل أربعة أشهر، اذهب إلى الطبيب الذي تثق فيه، مثلاً طبيب الأسرة، أو طبيب باطني، أو حتى طبيب عمومي ممتاز، والهدف من ذلك هو أن تجري الفحوصات الدورية، هذه وجدناها مطمئنة جدًّا ومفيدة جدًّا.
طبعًا قلق المخاوف يعطي هذه المشاعر التي تحدثت عنها، شعورك كأن هنالك نوع من الانغلاق العقلي أو افتقاد الانتباه وتسارع ضربات القلب: هذا كله من الرهبة المرضية.
تمارين الاسترخاء – خاصة تمارين التنفس المتدرجة مفيدة جدًّا للمساعدة في علاج حالتك، فأرجو أن تطبق هذه التمارين من خلال أن تذهب لأخصائي نفسي ليُدربك عليها، أو إن لم يكن ذلك ممكنًا توجد برامج جيدة وممتازة على شبكة الإنترنت، يمكنك أن تستعين بهذه البرامج.
حتى تكتمل الصورة العلاجية بصورة ممتازة أريد أن أصف لك أحد مضادات المخاوف السليمة والجيدة وغير الإدمانية، الدواء يُسمَّى (اسيتالوبرام)، هذا هو اسمه العلمي، ويُسمَّى تجاريًا (سيبرالكس)، وربما تجده تحت مسميات أخرى، أنت تحتاج له بجرعة صغيرة جدًّا، هنالك حبة تحتوي على عشرة مليجرام، أرجو أن تبدأ في تناول نصف حبة – أي خمسة مليجرام – يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا – أي عشرة مليجرام – لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.