أتخيل كأني أتحدث مع أحد، فما السبب؟
2021-08-12 05:58:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا فتاة، عمري 22 سنة، لدي مشكلة بدأت معي منذ مدة، حيث تأتيني أوقات تمر علي مواقف أتخيل أنني أتناقش مع أحد فجأة وأغضب وأنزعج، وأوقات أخرى أتخيل أن أحدا عزيزا علي توفي فجأة.
أجد نفسي دخلت في جو من الحزن والدموع، وموقف آخر أتخيل شيئا مفرحا وأتحمس وأفرح، أو أتخيل قصة من الخيال وأبدأ بسردها على أحدهم وكأنه أمامي، فما هو السبب؟
علما أن هذا يحدث معي عندما أكون لوحدي فقط.
وجزاكم الله خيرا على مجهوداتكم الجبارة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Leila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الإنسان في مرحلة التكوين النفسي والتكوين الوجداني تنتابه الكثير من الأفكار، وهذا نشاهده منذ الطفولة المتأخرة وعند سِنِّ اليفاعة وبعد البلوغ، وهكذا، تأتي هذه الأفكار، بعضها يكون أفكارًا قلقية، وبعضها أفكارًا فيها شيء من أحلام اليقظة، وأيضًا هذه الأفكار قد تكون ذات طابع وسواسي، وغالبًا هذه الأفكار تكون سخيفة وتشغل الإنسان، وإن كان بعض أحلام اليقظة قد تكون ممتعة جدًّا لبعض الناس، ولذا تجد الواحد منهم يندمج معها ويسحر بخياله وتتكوّن لديه أفكار وخطط وخيالات قد لا تكون مرتبطة بالواقع أبدًا.
أنا أعتقد أنه في حالتك هنالك شيء من أحلام اليقظة، وهنالك شيء من الأفكار الوسواسية، وهذه تُعالج بالتجاهل، التجاهل التام، التحقير التام، ويجب أن تكون لك القدرة الجيدة على حُسن إدارة وقتك، هذه الفراغات الفكريّة النفسية تُملأ بهذه الأفكار القلقية والوسواسية وأحلام اليقظة، لكن إذا وضعتِ مُخططًا جيدًا في حياتك لاستغلال وقتك هنا لن يكون هنالك مجالاً لهذه الفراغات النفسية السلبية، إنما سوف تعلو طبقات الفكر الأهم والأكثر جدوى والنافعة بالنسبة لك.
فإذًا احرصي على حُسن إدارة وقتك، والنقطة المركزية في حُسن إدارة الوقت هي أن يحرص الإنسان على النوم الليلي المبكّر، ويتجنب السهر، مَن ينوم مبكِّرًا يستيقظ مبكِّرًا، ويكون الإنسان نشطًا، يُؤدِّي صلاة الفجر، ويبدأ يومه بعد ذلك.
كثير من الناس – خاصة في المراحل الطلابيّة – يقومون بذلك، ينامون مبكِّرًا ويستيقظون مبكِّرًا، ويبدؤون يومهم بصلاة الفجر، ويتدارسون دروسهم في الصباح الباكر، لأن الدراسة في الصباح بعد الصلاة يكون استيعاب الإنسان فيها عالي جدًّا، وأعرفُ الكثير من المتميزين أفلحوا في دراستهم نسبةً لحسن إدارة وقتهم واستفادتهم من وقت الصباح. يُقال أن الدراسة لفترة ساعة واحدة في الصباح تُعادل ثلاث ساعات في بقية اليوم ... وهكذا.
إذًا خُطة حُسن إدارة الوقت والاستفادة منه سوف تملأ الفراغات الفكرية التي تُملأ الآن من خلال هذه الأفكار السخيفة والتي لا داعي لها.
أنصحك أيضًا أن تحرصي على ممارسة الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة سوف تكون جيدة بالنسبة لك، لأن الرياضة أيضًا تملأ الفراغات الفكرية وتزيل القلق والتوترات، ويحس الإنسان باسترخاء كبير.
احرصي على غذائك، وأيضًا كوني شخصًا فعَّالاً في داخل أسرتك. احرصي دائمًا على بر والديك، وهذه هي الأشياء التي الأساسية التي من خلالها يفلح الإنسان إن شاء الله في حاضره ومستقبله.
أنت لست مريضة أبدًا، ولا تحتاجين لأي علاج دوائي. اتبعي ما ذكرتُه لك من إرشاد، وإن شاء الله تعالى أمورك تسير على خير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.