اضطرابات هلع وتوتر عام واكتئاب!
2021-09-29 00:01:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني منذ عام من اضطرابات هلع وتوتر عام واكتئاب، أتناول اسيتالوبرام 20. خفت الأعراض كثيراً لكن لم تنته.
ذهبت لطبيبة أخرى منذ شهر، كتبت لي الطبيبة اولابكس 5، أشعر بتحسن كثير ونوم أفضل أخيراً، لكن وزني زاد 7ك في شهر واحد، وشهيتي للأكل مفتوحة.
أستيقظ يومياً متورمة الكفين، وأشعر بآلام في مفاصل أصابع يدي، وتنميل في يدي أيضا، وآلام شديدة في عضلات ساقي طول اليوم.
هل هذا من أعراض الدواء؟ وهل أتوقف عنه أم ماذا أفعل؟!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أيتها الفاضلة الكريمة: نحن نريد من الناس أن تُركّز كثيرًا على العلاجات غير الدوائية لمعظم الحالات النفسية، فمثلاً: اضطراب الهلع هو نوع من التوتر - كما تفضلتِ - وهو نوع من القلق النفسي الحادّ الذي قد ينتج عنه اكتئاب ثانوي. المطلوب منك هو: تجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، وأن تكوني إيجابية في أفكارك، وفي مشاعرك، وفي أفعالك.
الإنسان حين يحس أنه مكتئب أو قلق يجب أن يتذكّر الإيجابيات الموجودة في حياته، ويجب عليه أن يكون قويًّا ومثابرًا وصابرًا، ويتمسّك حقيقة بالحياة تمسُّكًا إيجابيًّا، يكون فاعلاً، يتواصل اجتماعيًّا، يحرص على عباداته، خاصة الصلوات في وقتها، يصل الرحم، يُرفّه عن نفسه بما هو طيب وجميل ... هكذا - أختي الكريمة- تكون العوامل العلاجية غير الدوائية، ويجب أن يلتزم بها الإنسان.
أنا أرى - في مثل عمرك - رياضة المشي ستكون مفيدة جدًّا، ستقيك من هشاشة النفس ومن هشاشة العظام، وستعود عليك بخير كثير، فأرجو أن تضعي هذا الأمر في الاعتبار: الرياضة، الرياضة، الرياضة هي علاج للنفوس وعلاج للأجسام.
من الضروري جدًّا - أختي الكريمة - أيضًا أن تتجنبي السهر، وتتجنبي النوم النهاري، النوم بالنهار مشكلة كبيرة، يُؤدّي إلى الكثير من الاضطرابات في الموصّّلات العصبية الدماغية، ويحرم الإنسان من النوم الليلي الصحيّ.
حاولي - أختي الكريمة - أيضًا أن تُحسني إدارة وقتك، الحمد لله أنت لديك عمل محترم، وهذه قيمة إضافية في الحياة، العمل في التدريس هو من أفضل وأجمل المهن، وأريدك حقًّا أن تقْدِمي على عملك برغبة أكيدة، وبإبداع، وتحتسبي الأجر عند الله تعالى، هذا فيه خيرٌ كثير لك. هكذا يُهزم الاكتئاب.
بالنسبة للعلاجات الدوائية: قطعًا الـ (اسيتالوبرام) دواء ممتاز جدًّا، سيُؤدي إلى تحسين كبير في مزاجك، استمري عليه كما وصفه لك الطبيب، وإنْ طبّقت الإرشادات السلوكية التي ذكرتُها لك أعتقد أنك ستصلين - بإذن الله تعالى- إلى مستوى متميّز جدا من الصحة النفسية.
بالنسبة لعقار (أولابكس) وهو الـ (أولانزبين): حقيقة هو دواء جيد لبعض الحالات، لكن بالفعل يفتح الشهية نحو الطعام، لا شك في ذلك، وحين تُفتح الشهية قد يحس الإنسان بتورُّمٍ في الكفين كما ذكرتِ، ليس من الطبيعي أن يُؤدي إلى ألم المفاصل أو التنميل، لكن أعتقد أنها قد تكون مرتبطة بزيادة الوزن، فلذا أنت محتاجة جدًّا لرياضة المشي، وأعتقد أن جرعة (أولابكس) يمكن أن تكون 2,5 مليجرام ليلاً، هذه تكفي تمامًا، لكن أرجو أن تستشيري طبيبك في هذا الأمر، وأرجو أيضًا أن تُرتّبي طريقة الغذاء، الأطعمة التي بها مكوّن عالي من السُّعرات الحرارية يجب أن يتجنّبها الإنسان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.