كيف أتخلص من فتنة النظر إلى النساء.
2006-02-20 10:13:00 | إسلام ويب
السؤال:
أنا شاب أعاني من النظر إلى البنات ومصاحبتهن، فأرجو منكم حل مشكلتي هذه، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسْأل الله العظيم أن يُلهمك السداد والصواب، وأن يجنبنا جميعاً الخسارة والعذاب.
فإن النظرات تُورث الندامة والحسرات، وقد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك أتعبتك المناظر
والنظر سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، والسهم المسموم يتلف الجسد، والنظرة المحرمة تتلف القلب.
وكل الحوادث مبداها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوسٍ ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر.
وأرجو أن تعلم أن كل الذين هلكوا في هذا الميدان كانت بدايتهم نظرة، بل كان فيهم من يقول: (إنها مجرد نظرة) وينسى هؤلاء أن الله سبحانه العليم بخلقه يقول في كلامه: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ... ))[النور:31].
ولا يفوتني أن أشكرك على صراحتك وتواصلك مع إخوانك وآبائك في موقعك، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يعمل بما علم، وأحذرك من التمادي في العصيان فإن الله يمهل ولا يهمل، وأرجو أن تخاف على أخواتك ومحارمك فإن الجزاء من جنس العمل، ولا ينال الإنسان من وراء المعاصي إلا الكآبة والأحزان وغضب الملك الديان.
وقد حرمت هذه الشريعة العظيمة كل ما يُوصل إلى الفاحشة والشرور، واتخذت تدابير عظيمة في ذلك، فحرمت النظرة والخلوة، وباعدت بين أنفاس الرجال والنساء، وفرقت بين السفاح والنكاح، ولا يخفى عليك أن الزنا من أكبر الكبائر، ولعلك تلاحظ أن هناك ربطاً بين الشرك والقتل والزنا لأنها أعظم الجرائم، وهذا الطريق الذي تمشي فيه مليء بالشرور وسوء العاقبة.
فاتق الله في نفسك وفي أعراض الناس، واجتهد في طلب العفاف والحلال، فإذا لم يتيسر فأكثر من الصوم، وابتعد عن مواطن النساء قبل أن تفقد قلبك وتهلك نفسك، ولن ينفعك عند ذلك ندمك.
وإذا لم يشغل الإنسان نفسه بالخير شغلته بالباطل والشر، وأرجو أن تتذكر بأنك لن تستطيع أن تتزوج كل النساء، وأن استمرارك في هذه المعصية قد يُصيبك بالضعف الجنسي مستقبلاً، ويكون خصماً على سعادتك الزوجية.
والله ولي الهداية والتوفيق.