النوبات العصبية تفسد حياتي وعلاقاتي، فما العلاج؟
2021-11-29 14:10:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني طوال عمري من العصبية، وحاليا الأمر يزداد سوءًا، خاصة إني أم، والمسؤولية تزداد علي، فأشعر بالذنب تجاه أولادي وعصبيتي معهم.
تأتيني نوبات اكتئاب حادة فترات قصيرة، حتى في غير أوقات الدورة الشهرية، خصوصا أن زوجي لا يعرف التعامل معي في هذا الوقت بالذات، ويتركني وحيدة حتى أهدأ بنفسي، ومع الوقت أصبحت لا أحبه، وهو بالنسبة لي مجرد زوج وأبو أولادي، ولا أحب أن أشاركه أي شيء كما يفعل هو معي.
وتأقلمت مع هذه الحياة، لأني لا أستطيع الانفصال، لكني غير سعيدة، المهم أني أتمنى أن أكون سوية من أجل أولادي، وأن أهدأ من كل هذا التوتر والعصبية، فصحتي تتأثر، فأنا ضعيفة جدا، وزني 45 كلغ، ولا آكل بدون فواتح شهية، وأصبت بإكزيما في يدي تأكل جلدي، أشعر دائما إني تعبانة، لأن جسدي ضعيف، ولا يوجد سبب طبي -ولله الحمد-، وتناولت دواء بوسبار فترة بوصفة طبيب، عندما كشف على يدي، وقال إنها تزداد مع العصبية.
وأشعر بعدم الثقة في نفسي بسبب ضعفي الجسدي، ولا تسمح ظروفي بالمتابعة مع طبيب نفسي أو تغذية، وليس لدي أية هوايات تشغلني، ولا أستطيع العمل مع وجود مسؤولية الأطفال، وأفضل البيت، وأنا مرهقة جدا من كل شيء، وتقلباتي المزاجية لا ترحمني.
لدي مشكلة أخرى، أنا وزوجي وأولادي نذهب لحماتي كل أسبوع لقضاء يوم عندها، لكني لا أكون مرتاحة، وأريد أن أجعل هذا اليوم لي ولا أذهب معهم، هل هذا من حقي، أم أكون مقصرة تجاههم؟ أنا أذهب لكي أكون مع أولادي، لكن لا أحس بالراحة هناك.
وشكرا لمساعدتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
توجد طاقات نفسية كالقلق وكالتوتر، هي طاقات قد تكونُ مفيدة جدًّا إذا وجَّهها الإنسان التوجُّه الصحيح، لأن الذي لا يقلق لا ينجح مثلاً، لكن هذه الطاقات ربما تزداد وتحتقن وتسير في مسارات خاطئة، وهذا بالفعل يُؤدي كما تفضلت إلى التوتر السلبي والعصبية وعُسر المزاج الذي قد يصل لدرجة الاكتئاب، أو افتقاد الفعالية الوجدانية وكذلك الاجتماعية.
أنا أرى أنه لديك درجة بسيطة -إن شاء الله- من قلق الاكتئابي، وعلى مستوى التفكير: يجب أن تكوني إيجابية، لا تدعي مجالاً للفكر التشاؤمي السلبي. الأفكار التشاؤمية يجب أن تُرفض، يجب أن تُلفظ، يجب ألَّا تجد أي مجالاً. هذا من ناحية.
فأنت -الحمد لله- لديك أشياء طيبة في حياتك، لديك الزوج، لديك الذريَّة، أنت في سِنٍّ صغيرة، حباك الله تعالى بكثير من الطاقات، هذا مهمٌّ جدًّا أن يتذكّره الإنسان دائمًا.
وعليك أيضًا أن تُعبري عن نفسك، تجنّبي الكتمان بقدر المستطاع، لأن الأفكار السلبية المكتومة تُؤدي إلى احتقان داخلي شديد، أمَّا الإنسان الذي يلجأ للتفريغ النفسي من خلال التعبير عن الذات أوّل بأول فهذا ينعكس إيجابيًّا على الصحة النفسية والجسدية.
اسعي أيضًا لأن تتجنّبي السهر، احرصي على النوم الليلي، هذا فيه فائدة كبيرة جدًّا، وطبعًا تجنّبي النوم النهاري. مارسي أي رياضة – أيتها الفاضلة الكريمة – كرياضة المشي مثلاً، هذا أمرٌ طيبٌ جدًّا. حاولي أن تجدي متنفَّسًا اجتماعيًّا، مثلاً من خلال الانضمام لأحد حِلق القرآن، هذا فيه خير كثير لك وفائدة كبيرة جدًّا.
أنا أراك في حاجة لعلاج دوائي، علاج دوائي بسيط. بالفعل الـ (بوسبار) دواء يُعالج القلق، لكن في بداياته ربما يُسبب القلق، كما أنه لا يُحسِّن المزاج. أنت محتاجة لدواء مثل (سيبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (اسيتالوبرام) دواء ممتاز، رائع، فاعل، ليس بإدماني، ولا يُؤثّر على الهرمونات النسائية.
أنا سوف أصف لك الجرعة المطلوبة في حالتك، تبدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرامات – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلي الجرعة عشرة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء مفيد جدًّا، وسوف تحسّين براحة كبيرة بعد أن تبدئي الدواء، وبعد انقضاء أسبوعين إلى ثلاثة. طبعًا شاوري زوجك الكريم حول هذا الأمر، وأنا أؤكد لك سلامة الدواء وفعاليته. وقطعًا شهيتك نحو الطعام ستتحسّن باستعمال هذا الدواء.
بالنسبة لعلاقاتك مع والدة زوجك: يجب أن تتعاملي معها بفطنة وكياسة، وقطعًا أنت حريصة على احترامها وعلى إرضاء زوجك، فلا تقومي بأي فعلٍ قد يُعكّر من الصلة فيما بينكم. ولا نستطيع حقيقة أن نقلّل من العلاقات الأسرية من هذا النوع.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.