أعاني من نوبات هلع لم يفد معها الدواء، فما الحل؟
2022-03-01 23:42:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من نوبات هلع وضيق في التنفس، وخوف وتوتر وألم شديد في صدري، بجانب أعراض أخرى، كالبكاء المستمر وجلد الذات، ومشاكل من الناحية العاطفية والاعتماد على الغير.
أنا أتناول الآن moodapex منذ 4 أيام، وقد توقف البكاء، كما أشعر بتحسن بسيط من ناحية تقدير الذات والمشاعر، لكن نوبات الهلع والضيق وآلام الصدر هي هي.
فهل تنصحوني بدواء آخر؟ فأنا لا أستطيع الذهاب للطبيب؛ فقد ذهبت لأربعة أطباء على مدار 6 سنوات سابقة، كنت آخذ سيكولانز وأفيجاد وأنواعا أخرى، ولكن مشكلتي أني أوقف العلاج وأرجع مرة أخرى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sohacamal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الموقع.
أولاً: من ناحية التشخيص أنا أعتبر حالتك بسيطة، فنوبات الهلع وما تحسين به في التنفس وخوفٍ هو ناتج من قلق المخاوف، وألم الصدر أيضًا ناتج من التوترات العضلية التي تُسبّبها التوترات النفسية، وأوّلُ ما أنصحك به هو التفكير الإيجابي، والتخلُّص تمامًا من الفكر السلبي، الحياة طيبة وجميلة، وأنت قطعًا في سِنٍّ صغيرة، وإن شاء الله تعالى أمامك مستقبل طيب.
موضوع المشاكل العاطفية: هذه يجب أن تتعاملي معها بعقلانية، وليس بعاطفية، وازني الأمور، ولا تجلدي ذاتك، بل افهمي ذاتك وقدّريها، ثم تعاملي معها إيجابيًا، وموضوع الاعتماد على الغير سوف يتلاشى ما دمت وصلت لمرحلة التقدير الإيجابي للذات.
أنصحك أن تقرئي كتاب (دانيل جولمان Daniel Goleman) الذي يُسمى (الذكاء العاطفي)، كتاب رائع جدًّا، وهذا الكتاب كتب عام 1995، ودانييل جولمان له الفضل في أنه أدخل هذا العلم الجديد، والذي اتضح أنه مهمٌّ جدًّا لتطوير الصحة النفسية؛ لأنه من خلال الذكاء العاطفي يستطيع الإنسان أن يتفهم نفسه، ويقبلها، ويتعامل معها إيجابيًا، ثم يسعى لتطويرها، ومن خلال الذكاء العاطفي أيضًا يصل الإنسان لكيفية التعامل مع الآخرين، وكيفية قبولهم، وأن يصل الإنسان لمرحلة ما نسميها (قبول الناس كما هم لا كما تريد).
إذًا هذه هي الجوانب السلوكية النفسية في علاج حالتك، أمَّا الجوانب الأخرى فهي: الحرص على تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرُّجي، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، مفيدة جدًّا لإدخال الاسترخاء النفسي، والذي سوف ينتج عنه الاسترخاء الجسدي، وحقيقة آلام الصدر التي تُعانين منها هي ناتجة من التوتر النفسي، لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الإنسان توترًا هي عضلات القفص الصدري، وقطعًا لا يوجد لديك أي مرض عضوي.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (مودابكس moodapex) والذي يُعرف علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) دواء جيد جدًّا، فاعل جدًّا، أنت بدأت قبل أربعة أيام من إرسال هذه الاستشارة، وأتصور أنك قد بدأت بجرعة خمسين مليجرامًا، استمري عليها لمدة أسبوعين، ثم اجعليها مائة مليجرام، لأن هذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة، واستمري عليها لمدة شهرٍ، ثم خفضي الجرعة إلى خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تناولي خمسة وعشرين يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذه هي نصائحي لك، وأسأل الله لك العافية، وبصفة عامة: التفكير الإيجابي، وحُسن إدارة الوقت، والتفاؤل، والالتزام بالواجبات الدينية، وبر الوالدين ... هذه كلها إن شاء الله مفاتيح للتعافي والشفاء النفسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.