زوجتي لا تحب زيارة أمي لها لأنها تتضايق من كلامها.. فكيف أعالج المشكلة؟
2022-03-01 00:31:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخواني الأعزاء شكرا لكم على هذا الموقع، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أعاني من مشكلة بين زوجتي وأمي، حيث ألاحظ دائما للأسف أن أمي تضايق زوجتي بالكلام، وتتدخل بأشياء خاصة لزوجتي كراتبها في العمل، وأين تصرفه، وعندما تقوم زوجتي بشراء شيء دائما أمي تقوم بسؤالها كم سعره وتدخل بتفاصيل كثيرة، لا داعي لها, ويشهد الله بأن زوجتي دائما تتغاضى عن أي شيء يصدر من أمي، ولكن في المرة الأخيرة حصل موقف من أمي، وقالت كلاما لا داعي له أو بالأحرى كان من الممكن قوله بطريقة أخرى، وزوجتي لم تقم بالرد على أمي بطريقة سيئة أبدا، ولكن أخبرتني بأنها لن تقوم بزيارة أمي ووالدي في منزلهم بسبب أنها دائما تذهب وتتضايق من كلام أمي ونفسيتها تتأثر كثيرا جدا.
مع العلم الحمد لله بأني متزوج منذ ٨ سنوات وقد من الله علي بابن وابنه، وأنا وزوجتي وأولادي نعيش في منزل منفصل عن والداي، وزوجتي إنسانه تخاف الله بكل شيء، وهي زوجة صالحة، فماذا أفعل كي أصلح بينهم.
مع العلم بأن زوجتي تحب والدي، وأمي كذلك تحب زوجتي، لكن تصرفات أمي في أغلب الوقت أو كلامها يزعج زوجتي ويضايقها فما الحل؟
أريد أن أصلح الحال بينهما، ولا أريد المشاكل فيما بينهن.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابننا الفاضل وأخانا الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وسعدنا جدًّا بثنائك على هذه الزوجة، ونسأل الله أن يرزقك وإيَّاها رضا هؤلاء الكبار في السِّن، فهم آباء لكم جميعًا، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
هذه الميزات الكبيرة التي ذكرتها عن زوجتك وصبرها على الوالدة هو الذي ينبغي أن تستمر عليه، وفي المقابل هي تحتاج إلى دعمك المعنوي وتشجيعك واعترافك بفضلها، والثناء عليها ومدحها، وعلينا جميعًا أن نصبر على كبار السّن، وألَّا نقف أمام كل كلمة تصدر منهم، هذا ما ينبغي أن تعيه هذه المرأة التي مدحتها بالخير وذكرتها بالطاعة لله تبارك وتعالى.
وأرجو ألَّا يكون كلام الوالدة سببا في توقفها عن زيارتهم، أو إدخال الأحزان عليهم، ودائمًا الإنسان إذا لم يتحمّل من الكبار فممَّن سيتحمّل؟! إذا لم نصبر على كبار السنِّ فعلى مَن سيكون الصبر؟! .. ولذلك أرجو أن تجد منك التشجيع، وأرجو أيضًا أن تقرأ ما كتبناه، نحن نحيي صبرها، ونحيي مواقفها، ونُهنئها بثنائك أنت كزوج عليها، وندعوها إلى مزيد من الصبر والاحتمال لوالدة الجميع.
هذه الوالدة هي والدة للجميع، وعلينا جميعًا أن نصبر على كبار السن، وألَّا نُعطي الكلمات أكبر من حجمها، وهؤلاء الكبار عندما يتكلمون بالكلمة أنا على يقين أنهم لا يقصدون أبعادها، وأنت أشرت أنهم يُحبون زوجتك وهي تحبهم، فهذا هو الأصل، وما يأتي بخلاف هذا هو عبارة عن وساوس من الشيطان، الذي همّه أن يُخرّب بين الناس، أن ينشر بينهم العداوة والبغضاء.
ونحن نطالب منك ومن زوجتك المتدينة أن تراعوا كبار السن، وأنت ينبغي أن تدعم الزوجة معنويًّا وتُشجعها، وتعترف بفضلها وتُثني عليها، وهذا سيدعوها لتصبر على الوالدة، ونحن ندعوها إلى الصبر على الوالدة، والاستمرار في تميزُها وتواصلها والمحافظة على بيتها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونذكّر بأن الجنة مهرها غال، وأن الإنسان يشتري سعادته وراحته بقليل من الصبر، وأن بُعدها عن الوالدة أو مجرد التوقف عن الزيارة لن يزيد الأمور إلَّا سوءًا ولن يزيد الأمور إلَّا تعقيدًا، وهذا ما لا نريده.
فعليها أن تستمر في الزيارة والتواصل، وتحتمل هذا الكلام الذي أنا على ثقة أن الوالدة لا تقصده ولا تقصد أبعاده، وهذا الفضول والسؤال عند كبار السن أمرٌ ينبغي أن نصبر عليه جمعيًا، ولو أن الناس يقفون أمام مثل هذه الأشياء لما دامت عشرة بين الناس، ولما دامت علاقات متميزة، لذلك نحن ندعوك وندعو الزوجة إلى عدم التفكير بهذه السالبة.
أكرر دعوتي لك بأن تشجع الزوجة، وتُوصل لها شُكرنا وثنائنا، ونبشرُها بأنها على خير، فعليها أن تطيب خاطرك بإرضاء الوالدة وبالصبر عليها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.