قيام الفتاة بزراعة كلية هل بإمكانها أن تتزوج وتنجب؟
2022-03-17 01:50:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
في البداية أشكركم على مجهوداتكم، أريد أن أعرف إن كانت الفتاة التي قامت بزراعة كلية بإمكانها أن تتزوج وتنجب أطفالاً أصحاء؟ وهل الصحة الجسدية شرط أساسي في الزواج؟
هل الاستخارة تمنع حدوث الشر في المستقبل؟ أفيدونا أفادكم الله، ولكم مني اسمى معاني التقدير، والاحترام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما المانع في ذلك؟ فهناك الكثير من الدراسات والأبحاث قد وثقت إنجاب سيدات زرعن كلى، وأنجبن طفلاً واثنين وثلاثة، طالما لا يوجد عائق في الحمل، فلا مشكلة في ذلك، والكلى المزروعة تقوم بعملها بشكل جيد، والمهم الاهتمام بالتغذية الجيدة، والحصول على الفيتامينات والأملاح المعدنية من مصادرها الغذائية.
من المهم فحص صورة الدم، وفحص فيتامين D وفيتامين B12 وعمل وظائف الكبد والكلى والدهون والكوليستيرول، ووظائف الغدة الدرقية، وعرض النتائج على الطبيب المعالج لتناول العلاج والفيتامينات المطلوبة لسلامة الصحة الجسدية، وسيجبك الاستشاري الشرعي عن مسألة الاستخارة.
ندعو الله لكم بالصحة والعافية.
______
انتهت إجابة د. منصورة فواز سالم. طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
______
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
قد أفادتك الدكتورة الفاضلة عن الجانب الصحي، وبقي أن نُجيبك عن سؤالين وردا في سؤالك، التساؤل الأول: هل الصحة الجسدية شرط أساسي في الزواج؟ إن كنت تسألين عن الجانب الشرعي، وهل الشرط هنا المقصود به شرط صحة الزواج؟ فالجواب: أن الصحة الجسدية ليست شرطًا لإباحة الزواج، فيجوز الزواج من المرأة، سواء كانت صحيحة أو مريضة.
أمَّا عن الاستخارة وهل تمنع حدوث الشر في المستقبل؟ فالاستخارة موضوعها أن يطلب الإنسان من ربه أن يختار له خير الأمرين وأفضل الأمرين اللذين يتردد بينهما، فهذا هو موضوع الاستخارة الذي علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأُمَّة، فقال: (إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي) إلى آخر الحديث.
إذا استجاب الله عز وجل دعاء هذا المستخير فإنه سيختار له خير الأمرين اللذين تردد فيهما، أو سيختار له الإقدام على فعل الشيء الذي استخار ربّه فيه أو لا، وهكذا.
أمَّا منع الشرور مطلقًا في المستقبل فهذه الوسيلة إليه التحصُّن بالأدعية والإكثار من دعاء الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنه الشر، والله سبحانه وتعالى رحيمٌ بعباده، أهلٌ لأن يُحسنَ الظنّ به، فإذا لجأ العبد إليه واستجار به واحتمى بحماه فإنه سبحانه وتعالى يكفيه ويدفع عنه، كما قال الله عز وجل في كتابه: {إن الله يُدافع عن الذين آمنوا}، وقال سبحانه: {أليس الله بكافٍ عبده}، وقال: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} والحسب يعني: الكافي والمدافع.
نصيحتُنا أن تُكثري من الدعاء، وأن تُلازمي الأذكار، وخاصة الأذكار الموظفة خلال اليوم والليلة، يعني: الأذكار الموزّعة على أجزاء اليوم والليلة، كأذكار الصباح والمساء والأذكار بعد الصلوات، وأذكار النوم والاستيقاظ، ودخول الخلاء والخروج منه، ونحو ذلك؛ فإن فيها العصمة من كل الشرور والآفات.
نسأل الله تعالى لك التوفيق.