التحذير من مشاعر الحب والكره التي لا تحكمها الشريعة
2020-03-31 00:30:13 | إسلام ويب
السؤال:
أحب فتاة تدرس معي بالجامعة، لكن صديقتها أكرهها وتكرهني لدرجة أنها وصديقها يقولون لمحبوبتي أشياء تقلل من قيمتي أمامها، أقسم أني أحبها وأريد أن أتزوجها، أنا لا أريد أن تفقد صديقتها، ولا أتحمل أن أرى الدموع بعينيها، ولا أن أبتعد عنها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ توفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو أن نعلن لك تحفظنا على مشاعر الحب والكره التي لا تحكمها الآداب الشرعية، ونحذرك من السير في هذا الطريق إلا بعد تصحيح هذه العلاقة، لتكون شرعية تحت سمع الأهل وبصرهم؛ لأن الاستمرار على هذه العواطف العواصف سوف يؤثر بعد الدين على دراستكم ومستقبلكم، وإذا لم تتمكنوا من وضع الأمور في إطارها الصحيح فلابد من الابتعاد وتجميد تلك العلاقات حتى تأني الظروف المناسبة.
ولا يخفى على أمثالكم أن العلاقات التي تستمر لفترات طويلة فإن مصيرها الفشل في الغالب، كما أن طلاب الجامعات لا يملكون قرارهم في هذا الأمر، وغالباً ما يصطدمون برغبات الوالدين والأسرة، التي ربما حددوا فيها الشريك المناسب لولدهم وفتاتهم.
وأرجو أن تعلموا أن الحب الحقيقي الحلال يبدأ بالرباط الشرعي، ويقوم على الميثاق الغليظ، وتكتمل حلقاته ويحلق بأصحابه في سماء السعادة بطاعتهم لله وتمسكهم بشرعه، وعند ذلك يجد كل طرف أنه يحب ما يحبه الطرف الآخر، ويميل إلى ما يهوى، ومن هنا كان إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لصديقات خديجة، وكان وفاء الزوجات لأهل الأزواج.
وإذا تمت الأمور بالصورة الشرعية فلن يضر زوجتك كراهية الأخريات لك، بل إن سعادة المرأة في أن تنفرد بزوجها، وهي التي سوف تصحبه في مسيرة الحياة بحلوها ومرها.
ونحن ننصحك بعدم النظر إلى دموعها وعينيها إلا بعد الرباط الشرعي، وبعد علم أهلها وأسرتك، وأرجو أن تشتغلوا بدراستكم، وابتعد عن أماكن وجود النساء، واجتهد في أن تغض بصرك وتحصن فرجك، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واعلم أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وتذكر أن من طلب الشيء قبل أوانه ربما عاقبه الله بحرمانه.
ونسأل الله أن يصرف عن شبابنا شرور الاختلاط، وأن يهيئ لأمتنا من يحكم فيها بشريعة الله؛ ليباعد بين أنفاس الرجال والنساء.
والله ولي التوفيق والسداد.