ما زلت أفكر في الشخص الذي أحببته، فبماذا تنصحونني؟
2022-04-04 01:31:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بداية أنا كنت أحب شخصا، ولكن لم تحصل أي علاقة بيننا، مجرد نظرات، وإعجاب بشكلي الخارجي، وهذا الشخص كان في مكان دراستي، حصل بيننا نظرات لفترة، وكان يختفي ويرجع، وأنا صرت أفكر فيه، وأعجبت به، وبادلته الشعور رغم أنه لم يحصل بيننا أي علاقة.
أنا أخاف على سمعتي وشرفي؛ لأننا من عائلة معروفة وغنية، وعم هذا الشخص وابن عمه يكونون جيرانا لنا؛ لأن الشخص هذا من نفس محافظتي ومنطقتي، وشخص قريب له قال لي إنه خطب لأنني لم أعطه أي مجال، حيث كان يريد أن ينظر لي، وأنا كنت أصده وأتجاهله دائما، وفي الآخر تزوج وعاش حياته.
كان يلبس ملابس الزواج أمامي ويضحك ويتباهى بزواجه، واختفى لمدة ٤ سنوات، كنت على أمل أن أراه، ولكن للأسف تزوج، وأنا ما زلت متعلقة به؛ لأن عائلتي من النوع القاسي ليس لديها أي حنية ولا كلام جميل، هو كان بمثابة أبي، كان ينظر ويبتسم ويغار، ويراقبني، ويراقبني في دراستي، للأسف أوهمني أنه يحبني؛ لأنه كان يظهر ذلك، وأنا كنت حمقاء.
والآن كل ما أخرج وأراه في مكان ما صدفة أصده وأنظر إليه نظرة استحقار، وكل ما ينظر بوجهي أدير وجهي لكي لا أراه؛ لأنني بطبيعتي لا أحب الشباب أبدا يعني أي شاب ينظر إلي أدير وجهي عنه ولا أراه.
هو عمره ٢٦ سنة، ومن عائلة معروفة وغنية، وأنا أيضا جميلة من عائلة معروفة، والكثير من الناس تقدموا لي وأنا أرفض؛ لأن حلمي أن أكون طبيبة، وعلى الرغم من أنني أفكر فيه ولكنني مركزة في دراستي، وأحصل على علامات جيدة، وجيدة في دراستي، المرجو نصيحتي، فأنا تعبت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال.
نحن ندعوك فعلاً إلى التركيز على دراستك، وفهم نظرات الشباب على أنها قد تكون مجرد إعجاب، والحب الذي نريده الحب الناجح هو الذي يكون مشتركاً ويبادر فيه الرجل، ويأتي البيوت من أبوابها، ولكننا لا نريد للفتاة والفتاة صادقة في مشاعرها، أن تتعلق بأي شاب لمجرد نظره إليها أو اهتمامه بها أو تركيزه عليها أو متابعتها، هذه أمور قد تدل على مجرد الإعجاب، وهذا الإعجاب ينبغي أن يتحول إلى حب حلال، والحب الحلال يبدأ بأن يطرق الأبواب ويقابل أهلك الأحباب.
ما لم يحصل هذا ننصحك بصرف النظر عن كل مشاعر يمكن أن تظهر من أي شاب، وحتى في مستقبل أيامك إذا شعرت أن هناك من يركز ويبدي رغبته فعليك أن تطلبي منه أن يطرق الباب، لأن هذا هو أول وأهم وأحسن اختبار لصدقه، ثم يأتي بأهله، ثم يتقدم إليك بطريقة رسمية، فلا تجري خلف السراب ولا تهتمي بمثل هذه النظرات والمواقف، ونحن سعداء في أنك ترفضين أن يركز الشباب عليك النظر، فاستمري على هذا، وأيضاً لا تشغلي نفسك، فإن غض البصر، الشريعة تطالب فيه الرجال وتطالب فيه النساء.
هذا الشاب وغيره قد رأوا منك ويعرفون من الفتاة ما عندها من جمال وما عندها من صفات، فالذي يريدك عليه أن يطرق الباب، عليه أن يأتي البيوت من أبوابها، أما أنت فننصحك الانصراف لعبادتك، لدراستك، للأمور الأخرى التي تطورين فيها مهاراتك كأنثى، والحمد لله أنت في وضع تكونين فيه مرغوبة، فإذا جاء هؤلاء الشباب فعليك وعلى أوليائك أن تختاروا صاحب الدين استجابة لتوجيه رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه) هكذا وجهنا الرسول عليه صلاة الله وسلامه.
أما هذا التعب فستخرجين منه عندما تلتزمين بقواعد الشرع وآدابه، ونتمنى أن يكون في شهر الصيام فرصة لنا من أجل أن نربي أنفسنا على العبادة والحب لله وغض البصر، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.