تقدم لي شاب أحبه ولكن أبي يرفضه.. ما الحل؟
2022-05-29 01:50:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شابة، عمري 22 سنة، أدرس طب في سنة ثالثة، حالياً أحببت شخصا وأحبني، وأبي وأبوه يعرفان بعضا، تقدم لي بعد حب دام سنتين، وأبي يشكرهم ويثني عليهم، وكلمني عن موافقتي، مع العلم أنه لا يريد تزويجي إلا بمن يختاره له، وكان من قبل حاول مع الأقارب، وأنا كنت أرفض، وأقول أنا أريد أكمل تعليمي، فلما تقدمت عائلة من أحببته بعد ستة أشهر أبي رفض، مع أن الولد حاول يتفهم، يقول إنه سينتظر إلى السنة القادمة، ما لم انتهى الأمر، لا أعرف كيف أتصرف؟ ولا ماذا أعمل، حاولت أكلم الوالدة تتدخل، لكن الوالدة تخاف من أبي خوفا جماً بهذه المواضيع، وما في أحد ممكن يساعدني.
مع العلم أن الولد من عائلة جدا كريمة، ومعروفة، والولد محترم، والكل يشهد له ولأهله.
أرجو المساعدة، والله إنني أبكي فوق السجادة، وأدعو وأحس الله ما يستجيب، وأقول يا رب لو كان فيه الخير قربه، وإن كان ما فيه الخير اجعل فيه الخير وقربه.
ليال كثيرة أبكي وأتعب وأختنق، لا أعرف كيف أتصرف أو هل يمكن للوضع أن يحل أو لا، فقدت الأمل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دكتورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك (إسلام ويب)، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يحفظ من كل مكروه.
وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه، فإننا نحب أن نحاورك من خلال ما يلي:
أولا: اعلمي أختنا الفاضلة أن ما تحدثت عنه هو أمر متفهم لنا، بل وهو أمر طبيعي، وعليه فإننا ابتداء ندعوك أن تهدئي من روعك وأن تعلمي أن الأمر هين، المهم ألا تستلمي لخطوات الشيطان، ولا تسلمي نفسك لحبائله، بل استعيني بالله واتركي.
ثانيا: قبل أن ندخل في التفاصيل نحن نطمئنك بأن هذا الشاب إن كان في قدر الله لك زوجا، فسيكون شاء من شاء وأبي من أبي ، وإن كنت في علم الله لغيرك، فلن تنفع أي محاولة ولو كان وراءها الإنس والجان، فهوني على نفسك وثقي أن قدر الله غالب، ولن يكون إلا ما قدر الله وقضي، وقد اختار الله لك وقدر عليك أمره قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء " وهذا يبعث على الطمأنينة والسكينة.
ثالثا: المؤمن يعلم أختنا أن قضاء الله هو الخير للعبد؛ لأنه يوقن أن الله لن يقضي لعبده إلا ما يصلحه، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمني الشر يحسبه خيرا، وقد يريد الخير يحسبه شرا، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، والنجاة في التسليم لأمر الله والتوكل عليه، مع الأخذ بالأسباب المتاحة.
أختنا الفاضلة: ما مضى كان تأسيسا لا بد منه، حتى يسكن قلبك، وتهدأ نفسك، ويرتاح فؤادك، ثم بعد ذلك عليك ببذل الأسباب المتاحة بشرط أن يكون القلب مطمئنا وراض بقضاء الله وقدره.
أولا: إننا ننصحك بفتح حوار مع والدتك لتفهمي منها الوضع تحديدا، ولتخبريها برغبتك بإتمام هذا الزواج، حتى تكون عونا لك، فهي وإن كانت تهاب والدك أو تخافه فإنها تعرف بعض مداخله ومخارجه، ولن تعدمي نصحها وتوجيهها.
ثانيا: للوالد قطعا من يجلس معهم، من يحبهم، من يستمع إلى حديثهم، من الجيد معرفة من له دلال على الوالد من إصحابه أو أقربائه، والحديث معه بطريق غير مباشر ليتدخل كذلك بطريق غير مباشر عند الوالد.
ثالثا: إذا كان الوالد يصلي في مسجد بعينه فلا بأس من التواصل مع شيخ المسجد، والحديث معه عن تخصيص بعض المحاضرات لحرمة عضل ولي الأمر، وشرح (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
رابعا: لا بأس أن تتحدثي مع الوالد، فإن صعب عليك، فلابأس أن تسجلي له رسالة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الثناء عليه بما فيه، وشكره، وإظهار محبتك له، وطاعتك لحديثه.
القسم الثاني: عند رغبتك -إن إذن- في الزواج من هذا الشاب، وعن صفاته الدينية والخلقية.
القسم الثالث: أنك لا تريدين مخالفته، ولن تخرجي عن قوله، وأن تعيشي بلا زوج أفضل، وأن تعاني الحياة الأليمة تلك، أفضل عندك من مخالفته أو من الزواج من غير هذا الشاب.
واختمي الرسالة بمحبتك له، وأنك تتوقعي أن يتفهم حديثك، وأن يكون سندك كما كان طيلة حياتك.
خامسا: قد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نستخير في أمورنا كافة، وإننا ندعوك قبل أي شيء أن تصليها، وصفتها كما يقول جابر: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن وكان يقول صلى الله عليه وسلم : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).
وأخيرا :أكثري من الدعاء أن يختار الله لك الخير، وأن يرضيك به، فهذا هو التسليم لله عز وجل، وهو الخير لك في الدنيا والآخرة.
نسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك، والله الموفق.