مشكلتي هي الانغلاق على الذات وعدم التفاعل مع العالم الخارجي!
2022-06-13 01:21:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم .
مجهود جبار في الإرشاد والتوجيه، جعله الله في ميزان حسناتكم.
يعلم الله كم أحببت هذا الموقع، وكم أحببت القائمين عليه رغم قصر علاقتي به، فسبحان الذي جعل المحبة سرا يقذفه في قلوب من يشاء.
في الحقيقة أعاني منذ سنوات من الرهاب الاجتماعي، ولله الحمد والمنة، أنا أتعافى منه تدريجيا وأحس بأننّي في الطريق الصحيح، خاصة بعد أن اقتحمت المواقف الاجتماعية غير مبال بآراء الآخرين، ولا بالتعرق الذي يصيبني. غير أنّ مشكلتي إحساسي في كثير من الأحيان أنّي لا أزال حبيسا داخل ذاتي، ولا أستطيع أن أوجّه تفكيري صوب العالم الخارجي بشكل مستمرّ، رغم أنّي في كلّ مرة أركّز فيها على العالم الخارجي أحس أنّ نسبة التوتر والتعرّق خفت، وأحس براحة أكبر، غير أني سرعان ما أفقد تركيزي على العالم الخارجي لأعود إلى عالمي الداخلي، فأحس كأنني أراقب ذاتي دائما في كلامي وأفعالي.
فهل هذه مرحلة طبيعية من مراحل التعافي أم أنّ المشكلة مستقلة عن الرهاب الاجتماعي؟ وهل منهج التجربة والخطأ كاف لتجاوز هذه المشكلة؟ أم أن هناك تمارين أخرى يمكن الاستعانة بها؟
أكرر شكري على مجهوداتكم الرائعة، ولا تنسونا من صالح دعائكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بن أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك -أخي- على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على إطراءك على الموقع، ونقول لك أحبك الذي أحببتنا فيه، أحمد الله تعالى لك أنك في طريق التعافي من الرهاب الاجتماعي والذي عانيت منه بعض الوقت، والشكر لك على هذا التعافي بعد الله سبحانه وتعالى أنك قمت باقتحام المواقف الاجتماعية التي كنت تتجنبها ومحاولتك عدم اللمبالاة بآراء الناس الآخرين.
فأنت على الطريق الصحيح وبإذن الله تعالى سيتم تعافيك من هذا الرهاب الاجتماعي حتى تكون شاباً جامعياً واثقاً من نفسه -بإذن الله سبحانه وتعالى-، أما ما ذكرت من مراقبة الذات الداخلية التي وصفت فنعم هي مرحلة عابرة وربما جزءاً من حساسيتك وجزءاً من الرهاب الاجتماعي الذي كنت تعاني منه وستتجاوزها -بإذن الله سبحانه وتعالى-، وخاصة عندما تصل إلى مرحلة تشعر فيها بالاطمئنان رغم وجود الآخرين من حولك، وبذهاب التعرق الذي وصفته في سؤالك.
ونعم استمر على ما أنت عليه من الإقدام وعدم التجنب، فالتجنب لا يزيد المشكلة كما تعلم إلا تعقيداً، فالتجربة والخطأ والتعلم من المواقف السابقة سيعينك على الخروج مما أنت فيه، لتكون بالحال الذي تتمناه في نفسك، أدعو الله تعالى لك بالصحة والمعافاة التامة وأن يجعلك من الواثقين الموفقين.
والله الموفق.