الوسواس وكيفية التعامل معه
2022-06-13 01:58:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شخص مصاب بالوسوسة، التفكير المفرط، الاكتئاب، وربما أمراض نفسية أخرى، لا أتذكر منذ متى بدأت هذه الأمراض، لكنها بدأت منذ مدة طويلة خصوصا الوسوسة، فلدي وسوسة في الوضوء وعبادات أخرى، وحتى أشياء ليست من العبادات.
في الفترة الأخيرة أصبحت فقط اذا تبولت أغتسل كليا، والوضوء أصبح مرهقا، أحيانا أجاهد في تجنب بعضها، وأنجح في ذلك أحيانا، وربما لدي وسوسة متوسطة، ولكن تشتد أحيانا، والتفكير المفرط في أغلب الأمور التي أفعلها سواء في العمل أو التعلم، والكثير من الأمور الأخرى، والنتيجة أني أتعب وأبتعد عن الشيء، فيزداد فراغي.
تجنب الوسوسة ونسيانه أمر صعب، والاكتئاب متوسط وبعض الأحيان يشتد جدا، والاكتئاب قد يكون بسبب الوسوسة أو التفكير المفرط، وموجود في أغلب أيامي، ينخفض أحيانا ويرتفع أحيانا.
أحتاج دواء يساعدني على التخلص من هذه المشاكل، دواء يكون بدون وصفة طبية، لا يسبب مشاكل جانبية، وأرجو كذلك أن تذكروا لي طريقة استخدامه بدقة، وهل سيفهم الصيدلي اسمه باللغة الإنجليزية؟ لأننا في المغرب يتعاملون باللغة الفرنسية مع الأدوية.
اخيرا: أنا حاولت أن أشرح أعراضي، ولا أعرف إن وفقت بذلك أم لا، فلا أعرف كيف أشرح هذه المشاعر بشكل واضح.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- في الموقع، ونشكرك على تواصلك معنا.
وصفك لحالتك وصف موفق ودقيق، فنشكرك على ذلك، حيث وصفتَ أنك تعاني من الأفكار الوسواسية المتعلقة بالوضوء والصلاة وغيرهما، وكذلك المبالغة في التفكير، بالإضافة إلى الاكتئاب، والذي هو ربما نتيجة الأمرين السابقين، وقد سُررتُ أنك في بعض الأحيان تنجح في مجاهدة نفسك على مقاومة هذه الأفكار الوسواسية القهرية، والتي أكيد أنك تعرفها الآن أنها أفكار غير منطقية، مُزعجة، تأتيك رغمًا عنك، دون إرادتك، وتحاول مقاومتها، إلَّا أنها تُشكِّكُكَ في صلاتك وطهارتك وغيرهما.
ونعم، التفكير المبالغ فيه ربما هو جزء من هذا الوسواس القهري، وكما ورد في سؤالك هناك احتمال كبير أن الاكتئاب أيضًا إنما هو نتيجة لما أثّر في حياتك هذا الوسواس القهري والتفكير المفرط.
عادة نحن ننصح المُصاب بأن يُراجع طبيبًا نفسيًّا، وهذا الذي أنصحك به، ويُمكنك أن تطلب من الطبيب أن يصف لك أحد الأدوية التي هي من زمرة الـ (SSRI) ومنها الـ (بروزاك) والذي يُعرف أيضًا (فلوكستين) عشرين مليجرامًا يوميًا، يمكن أن تُرفع الجرعة إذا كانت درجة التحسُّن ضعيفة إلى أربعين مليجرامًا يوميًا، وربما أيضًا إلى ستين مليجرامًا في الحالات الشديدة، وإن كان ورد في سؤالك أن معاناتك - سواء الوسواس القهري أو التفكير المفرط أو الاكتئاب-، إنما هو من الدرجة المتوسطة، فربما تحتاج إلى رفع جرعة البروزاك إلى المستوى العالي، أي ستين مليجرامًا.
أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والشفاء والعافية.