الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسنت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، أنت ذكرت أنك الحمد لله مثالية في كل شيء، لكن مشكلتك الأساسية هي هذه النقاشات الحادة والعراكات الكلامية مع أبويك، وتشعرين بالذنب حيال هذا الأمر، وهذا يفسر على أنه نوع من الإسقاط النفسي، الإنسان يكون لديه شيء من عدم الرضا نحو أشياء في الحياة؛ ولأنه لا يستطيع أن يواجه تلك الأشياء، فيسقط غضبه على من حوله، وقد يكون الضحية في ذلك الوالدين أو الإخوان أو الصديقة، فهذا نوع من الإسقاط النفسي السلبي.
أريدك أن تتأملي في فظاعة هذا الأمر، وأنه بغيض، وأنه يجب أن لا يحدث، كما أنه من المطلوب منك أن لا تكتمي خاصة في التواصل مع والديك، وأمك على وجه الخصوص، عبري عن ذاتك أولا بأول، لا تتركي الأشياء البسيطة حتى لا تتراكم ويحدث نوع من الاحتقان النفسي السلبي، وأرجو أن تتعلمي أسلوب الاعتذار خاصة مع الوالدين، قبلي رأسها اعتذري لأي خطأ حتى وإن كان صغيراً، فاجئي والدتك بأشياء إيجابية دون أن تتوقعها هذا أيضاً -إن شاء الله تعالى- يقرب ما بينك وبين والدتك، ودائماً اجعلي التسامح هو طريقك في الحياة.
إذا كان لديك إشكالات أخرى مشاكل أخرى صعوبات أخرى مع زميلاتك مع أي أحد يجب أن تواجهيها وتصلي إلى حلول معقولة، ولا يجوز إسقاط الغضب دائماً على الوالدين، وعلى الأم بوجه الخصوص، فأرجو أن تتخلصي من هذه الظاهرة النفسية السلبية من خلال ما ذكرته لك، وأنت أيضاً قد يكون لديك شحنات من الغضب القلقي التوتري الداخلي، وبعض البنات قد يصبن بهذه الظواهر خاصة قبل الدورة الشهرية، فأريد أن تكثفي من تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة مفيدة جداً، إسلام ويب لديها استشارة رقمها:
2136015، أرجو أن تطلعي عليها وتطبقي ما بها من تمارين مفيدة جداً.
كما أني أريد أن أصف لك دواءً بسيطا جداً يسمى ديناكسيت، هذا يمتص الغضب، ويؤدي إلى استرخاء نفسي إيجابي جداً، وهو غير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، تتناولي الديناكسيت بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناوله، هذا هو الذي أود أن أنصحك به.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
_______________
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي المستشار التربوي والشرعي.
_______________
مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي هذه المشاعر النبيلة التي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يرزقنا وإياك البر بآبائنا وأمهاتنا في حياتهم وبعد مماتهم.
لك الشكر على هذا الإحساس أتمنى أن تحولي هذا الإحساس إلى ممارسة عملية، والإنسان ينبغي أن يعرف قيمة الوالدين عندما يتكلم معهم، ويظهر لهم الاحترام فهم ليسوا زملاء حتى نرفع صوتنا إذا رفعوا أصواتهم، وينبغي أن ندرك أن الوالد أو الوالدة دائماً يريد أن يرى في أبنائه الكمال، وقد يقبل الخطأ من الآخرين ولا يقبل خطأ من أبنائه، وكل ذلك مزيد حب فأرجو أن تتفهمي هذا الجانب، ونبشرك بأن العبرة بأن تكون نيتك صالحة، وعملك صحيح، وبعد ذلك إذا لم ترضى الوالدة أو لم يرضى الوالد فإن الأمر هين؛ لأن البر عبادة لله تبارك وتعالى، فاجعلي همك إرضاء الله تبارك وتعالى، واجعلي همك أيضاً الصبر على الوالدين؛ لأن الصبر على الوالدين من أوسع أنواع أبواب البر لهم.
ما يحصل بينك وبين الوالدة يحتاج إلى جلسة حوارية هادئة مع الوالدة، تطيبين خاطرها كما أشار الدكتور، وتحاولي أن تعرف منك ماذا تريد، واجتهدي دائماً في إرضائها والصبر عليها، ولا تقابلي القسوة منها بقسوة أو رفع الصوت برفع الصوت، واحرصي دائماً إذا كان عندك صعوبات أخرى في الدراسة أو مع الزميلات ألا تدخلي الأمور مع بعضها، ولا تقارني نفسك أيضاً مع الأخريات، فإنك لا تعلمين من أحوال الأخريات إلا ما ظهر، فأحياناً ربما تشعر الفتاة أن غيرها أسعد مع والديها وهي ليست كذلك، وهذا يكون على شكل شحنات كما أشار الدكتور، فيكون الإسقاط في هذه المواقف، واعلمي أن الوالد أو الوالدة قد يكون عندهم إلحاح على أبنائهم أو بناتهم وكل ذلك؛ لأنهم يريدون أن يكون الولد أو البنت في أعلى المنازل وأعلى المراتب، وأيضاً قد يقبلون النقص من الآخرين ولا يقبلون النقص من أبنائهم، فأدي ما عليك وكون مطمئنه، واحرصي على إرضائهم.
أكرر المهم أن تفعلي ما يرضي الله تبارك وتعالى، وإذا حصل منك رفع صوت أو شيء لا يعجب الوالدة، فأرجو أن تسارعي بالاعتذار، واعلمي أن قلب الوالد دائماً طيب، وكذلك الوالدة، وأنه يرضيهم الشيء القليل من البر ويرضيهم الاعتذار، ويرضيهم تلمس الأمور التي تعجبهم، أنت بلا شك ينبغي أن تدركين أن الوالدة يعجبها كذا ويعجبها كذا ويعجبها كذا، فتجتهدي في فعل الأشياء الجميلة التي ترتاح لها الوالدة.
مرة أخرى نكرر البر عبادة لله تبارك وتعالى، وقسوة الوالدة أو رفع صوتها لا يبرر لك رفع الصوت، وإن حصل منك ذلك فبادري بالاستغفار والتوبة والاعتذار من الوالدة، وأكثري من الأعمال الصالحة، ونكرر سعادتنا بهذا السؤال الذي يدل على مشاعر نبيلة، ولا تحملي نفسك ما لا تطيق، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
بارك الله فيك، ووفقك لما يحبه ويرضاه.