أعاني من الاكتئاب ولم أستفد من العلاج.. أرجو المساعدة
2022-06-14 05:22:47 | إسلام ويب
السؤال:
قبل ٤ سنوات عانيت من الاكتئاب بما أنني انتقلت إلى بلد أوربي، وكان كل شيء مختلف، وتطور الاكتئاب إلى نوبة هلع أول مرة، وتكرر للمرة الثانية والثالثة، وبعدها قررت بدء العلاج، قرأت الكثير وقتها في موقعكم، وتوكلت على الله وبدأت في استخدام سيبراليكس 10 ملغ، ورفعت الجرعة لـ 15 واستمررت عليها سنة ونصف، والحمد لله كان كل شيء جيد إلا أنني اكتسبت 20 كيلو من الوزن، فقررت أن أخبر طبيب العائلة وفعلا قال لي: يمكنك أن تنتقل إلى دواء اسمه برينتيلكس، وأيضا 15 ملغ، واستمررت عليه الآن سنة ونصف، ولكن المشكلة الآن أصبحت تأتيني دوخة وأحيانا خمول، والقليل جدا من ضيق التنفس، ولكني أشعر بجسمي بأنني غير مرتاح مثل وجع رأس، أشعر بنقص الأكسجين لا يوجد ضربات قلب سريعة، ولست خائفا من شيء، ( أنام بشكل جيد، آكل بشكل جيد، لا أفكر في شيء، ولا يوجد شيء يضايقني ).
آخر فترة عملت تحليل الغدة الدرقية وفحص الدم الشامل وإيكو للقلب، وأيضا فحص التنفس عبر فحص الرئة، وكلها سليمة إلا أن فحص التنفس كان هناك مشكلة، ولكنها قالت بسيطة جدا + قالت الأكسجين في دمي نسبته 100%.
4 سنوات وأنا على هذه الأدوية، المشكلة تتحسن حالتي، وفجأة أنتكس مرة أخرى معلومات عني.
أمارس الرياضة ٣-٤ أيام في الأسبوع، نزلت وزني من 94 إلى 85، عمري 32 سنة، متزوج ولدي طفلان، أخرج للتنزه وعلاقتي مع الناس جيدة، لا أشعر بتوتر وقليل جدا أتوتر من بعض المواقف.
أغلب تفكيري إيجابي، أتمنى المساعدة، والله 4 سنوات، والله احترت وكلمت عشرات الأطباء، دون جدوى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ William حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
نوعية الاكتئاب الذي أصبت به متمازج مع القلق الذي نتج عنه نوبات الهلع التي حدثت لك، وربما يكون عدم القدرة على التواؤم والتكيُّف مع محيطك حين انتقلت من بلدك إلى بلد أوروبي قد ساعد في استمرارية الأعراض.
تجربتك مع العلاج الدوائي نعتبرها إيجابية، فالـ (سيبرالكس Cipralex) دواء ممتاز ودواء رائع جدًّا، لكن بالفعل قد يُؤدي إلى زيادة الوزن في بعض الأحيان.
بالنسبة لشعورك بالدوخة وانت على الـ (برينتيليكس Brintellix) أعتقد أن الدواء ليس له علاقة بالشعور بالدوخة، وإذا كنت متأكدا أن كل فحوصاتك سليمة؛ بقي أن تتأكد من الأذنين لديك، ففي بعض الأحيان الالتهابات الفيروسية البسيطة قد تكون سببًا في الدوخة، وهذه يمكن علاجها، فإن قابلت طبيبًا مختصًّا في الأنف والأذن والحنجرة هذا سيكون أمرًا جيدًا.
وبعد أن تتأكد أن كل شيء سليم يمكن أن تجعل جرعة البرنتلكس عشرين مليجرامًا يوميًا لتكون على الجرعة العلاجية، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، وحين تتحسّن أحوالك تمامًا انتقل للجرعة الوقائية، وهي عشرة مليجرام يوميًا.
إذا استمرت الدوخة ولم يُوجد لها سبب ففي هذه الحالة نعتبر سببها نفسيا، ويمكن أن تتناول عقار (دوجماتيل Dogmatil)، والذي يُعرف علميًا باسم (سولبيريد Sulpiride) بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، دواء فاعل جدًّا، وسليم، ومفيد.
أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لتمارين استرخاء، تمارين التنفس التدرجي، قطعًا تُقلِّلُ كثيرًا من التوتر العضلي والشد العضلي الذي يُصيب القفص الصدري - على وجه الخصوص - ممَّا يُشعر الإنسان بضيق التنفس.
أنا أرى أن نمط حياتك نمط جيد لدرجة كبيرة، وأنت الحمد لله مستقر، متزوج، لديك الذرية، تمارس الرياضة، استطعت أن تنزل وزنك بصورة ممتازة جدًّا، لك علاقات اجتماعية جيدة، تُرفّه عن نفسك... إذًا حياتك نمطها إيجابي، وأنا أقول لك: سِرْ على نفس هذا المنهاج، وعلى المستوى الفكري يجب أن تُعمل الفكر الإيجابي دائمًا وتجعله بديلاً للفكر السلبي، وكما ذكرتُ لك: تمارين الاسترخاء أيضًا مطلوبة في حالتك، وهذه التمارين يمكن أن يُدرّبك عليها الأخصائي النفسي، أو يمكنك أن تستعين بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، فهي مفيدة جدًّا.
أخي: طبعًا حُسن إدارة الوقت، وتجنّب السهر – على وجه الخصوص – أيضًا مكمِّلاً للصحة النفسية، والحرص على العبادات – خاصة الصلاة في وقتها – والحرص على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – وتلاوة القرآن، كل هذه تعتبر داعما إيجابيا جدًّا للإنسان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.