زوج لئيم وزوجة جهولة
2006-03-08 11:13:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ 9 سنوات من رجل يكبرني ب30 عاماً، وقد زوجني والدي لأطماع مادية، وأنا على خلاف مستمر مع زوجي منذ بداية زواجي، وزوجي يأخذ مني مالي عنوة ويهينني ويضربني ويتكلم عليّ وعلى أهلي، وقد طلبت منه الطلاق أكثر من مرة، ورفض قائلا من يفرط في 1500 ريال شهرياً، يأخذها عنوة مني.
حملت بطفل وقمت بالإجهاض بدون علم زوجي بعد اكتمال عمر الجنين شهرين ونصفاً، بعد وصولي لحالة نفسية سيئة جداً وآلام مستمرة وفقدان شهية الأكل، وسبب لي هو مشاكل كثيرة، واستعنت بشخص وفر لي حبوباً للإجهاض وأخذتها وقمت بالإجهاض. سؤالي: ماذا علي أن أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يحفظك، ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك، ويرزقك طاعة مولاك.
فأن هذا الرجل ينبغي أن يعلم أنه لا يحل له أن يأخذ درهماً واحداً من مالك إلا عن طيب نفس، إلا إذا كان قد اشترط ذلك عند العقد، وقبلت بالشرط، فإن المسلمين عند شروطهم.
وأرجو أن توازني بين عيوب هذا الرجل وما فيه من إيجابيات، وذكريه بأنه سوف يقف بين يدي رب الأرض والسماوات، الذي يعاقب على مثقال الذر من السيئات، ويكره الظلم وينقم من الظالمين ويذيقهم الويلات.
ويؤسفنا أن يكون همًّ بعض الآباء مصالحهم المادية عند تزويج البنات، وهذا سبب لجعل الفتاة عرضة للأذى والإهانات؛ لأن الرجل يعتقد أنهم قبلوه لأجل مصالحهم، فيصب جام غضبه على زوجته الأسيرة، بعد أن يذهب أهلها بالدرهم والدينار، وكل ذلك مما يعضب العظيم القهار، وقد أمرتنا هذه الشريعة العظيمة أن نخطب في الرجال دينهم وأمانتهم وأخلاقهم، لا أن ننظر إلى جيوبهم وما يملكون من العقار، وأرجو أن يعلم الأولياء أنه ليس لهم من أمر بناتهم شيء إلا من باب المصلحة والنصح، وذلك لأن الثيب أحق بنفسها، والبكر تستأذن وأذنها صماتها، ولست أدري هل يعجب الظالمين من الأولياء أن تعيش بناتهم حياة الذل والضراء.
وحق للإنسان أن يتعجب من رجال يعيشون على ما ينهبونه من أموال الزوجات، ولا يفعل ذلك إلا من تجرد من المروءة وفارق أهل الشهامات.
ولست أدري هل هو بحاجة إلى المال أم هو لون من الطمع والعدوان، وعلى كل حال فلا يصبر على هذا الإنسان، ولكننا ندعوك إلى استخدام الحكمة في تصحيح الوضع، مع ضرورة كتم الأمر عن الأهل والجيران وتخويف هذا الظالم من العظيم الديان، فإن تمادى في غيه، وركب طريق العدوان فاستعيني –بعد الله-بأهل الحكمة من الأرحام والإخوان فإن لم ينفع هذا معه فتحاكمي إلى شريعة الواحد الديان.
وأرجو أن تنظري إن كان في هذا الرجل شيء من الحسنات، فإن الإنصاف يقتضي الموازنة بينها وبين السيئات، كما أرجو أن تتأملي عواقب الطلاق والفراق، مع تجنب الاعتداء على ما في رحمك من الأجنة، فإن ذلك يجلب الغضب والندامة.
ونحن نقترح عليك ما يلي:
1-اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
2-التعامل مع الأمر بحكمة وروية .
3-الحرص على طاعة الله فإن المعاصي تجلب الشؤم والمشاكل.
4-عرض الأمر على الحكماء العقلاء الأمناء من أرحامك.
5-الاستخارة قبل كل خطوة، والاستشارة للصالحات، والخبراء من أرحامك.
6-عدم الاستعانة بأجنبي عنك في أيّ أمر من أمورك.
7-الاشتغال بذكر الله وطاعته، ومساعدة المحتاجين؛ ليكون الله سبحانه في حاجتك.
ونسأل الله أن يسهل أمرك ويغفر لك ذنبك!
والله الموفق.