هل أرجع زوجتي أم أطيع أمي؟
2022-07-28 01:41:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا رجل متزوج، وحدثت خلافات بيني وبين زوجتي بعد سنة، وقمت بإرسالها لبيت أهلها بسبب عدة مشاكل، وبسبب عدم التوصل لحل قمت بتفريغ البيت وإعطاء أهلي أغلبية أغراض منزلي بنية الطلاق، لكن لم يتم حتى الآن، لكني الآن أريد أن أرجع زوجتي وأن أجلب أغراض منزل جديدة، ولكن أهلي يرفضون ويصرون أن أطلقها، وهددتني أمي أن تغضب علي وأن لا تكلمني إذا فعلتها، فلا أدري ماذا يجب أن أفعل في هذه الحال؟ وهل سأكون آثما؟ علما أني عدت للتحدث مع زوجتي وهي سعيدة جدا الآن لأني أريد الإصلاح.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يصلح ما بينك وبين أهلك، وأن يهديك إلى الصراط المستقيم.
أخي الكريم: دائما ما نود أن تكون المشاكل بين الزوجين في إطار البيت، وألا يتدخل أهل الأسرتين في ذلك، وأن تتم المعالجات بين الزوجين بتكتم.
بالطبع أنت في موقف صعب، فطاعة أمك واجبة عليك، وأنت مطالب كذلك بعدم ظلم زوجتك، وهي لم تفعل ما يوجب طلاقها، وعليه فإننا ننصحك بما يلي:
أولا: حاول أن تستعين بكل من له سلطان على والدتك أو محبة في قلبها لردعها عن هذا الموقف، ولا تكل ولا تمل، افعل ذلك واعلم أن القلوب متقلبة، وما فيه اليوم من شدة الزمن كفيل بتذويبه أو تذويب أكثرة.
ثانيا: للجانب الديني عامل مهم، لذلك ننصحك بالاستعادة بشيخ المسجد أو أحد الصالحين ليحدثها أن دفع الابن للطلاق من زوجته التي لم ترتكب محرما هو من الظلم، وأن الظلم مرتعه وخيم، هذا الكلام سيكون له عامل إيجابي في ترويض قلبها.
ثالثا: ضعوا بعض الحلول المقبولة التي ترضيها ولا تؤذي زوجتك، كالاعتذار مثلا منها أو زيارتها في بيتها أو أي أمر يكون فيه إرضاء لها وعدم ظلم للزوجة.
رابعا: اصبر على ما أنت فيه، ودع الناس يتحدثون عنك، وأما أنت فالزم الصمت وأحسن البر لها، وفي المقابل أكمل التواصل مع زوجتك دون عودتها حتى يلين قلبها بأمر الله.
وأخيرا عليك بالدعاء فإنه سهم صائب يا أخي، ولكن إذا أبت الأم إلا الطلاق، فإن الحكم الشرعي أنه لا يلزمك طلاقها، ولا يلزمك في هذه النقطة طاعة والدتك مع الإحسان الدائم لها في كل شؤونها والإحسان لها جهد طاقتك، ولكنا نود ألا تلجأ إلى هذا بل الإصلاح أولى وأفضل.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُهيء لك من أمرك رشدًا، وأن يُعينك على ما فيه إصلاح أسرتك.