زوجي يطالبني بالمشاركة في مصروف المنزل، فماذا أفعل؟

2025-01-08 02:42:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا طبيبة نساء، وعمري 33 سنة، تخرجت منذ شهرين، وزوجي 34 سنة، يعمل مدير فنادق، متزوجة منذ سنتين ونصف، كنت وقتها أدرس الاختصاص، وأجرتي تقريبًا 700 دولار، وأجرته ضعف أجرتي.

طالبني بالمشاركة في مصروف البيت أول الزواج بالنصف، ورفضت لأنه حسب العادة والعرف الرجل هو من يصرف، والمرأة مخيرة في أن تُعِين زوجها إذا أرادت، وكنت بطبعي أعينه في المصروف، لكن رفضت فكرة أن أكون مجبرة على دفع النصف.

تغيرت معاملته معي، وأصبح قاسياً، ولا يكلمني، فقررت أن أدفع كراء (إيجار) المنزل، وهو المصروف (200 دولار)، واتفقنا على ذلك، لكن قهرني أني كنت أصرف أنا ويقول لي: (أريد بناء بيت، وأريد جمع النقود للشتاء)؛ لأن عمله غير مستقر، ولا يعمل إلَّا صيفًا، فقبلت على مضض، وهو الآن يدخر نحو 12 ألف دولار، ثم جاءت جائحة كورونا، وأغلقت السياحة، فبقي بدون عمل، وأصبحت أنا التي أصرف.

الآن رجع للعمل، ولمدة 6 أشهر فقط هذا الصيف، وأنا أكملت الدراسة، وليس لي أجر منذ 6 أشهر، ومدخراتي انتهت تقريبًا؛ لأني كنت أصرفها، ومدخراته كما هي، والآن يماطل، لأنه يعمل كامل اليوم، ولا يستطيع الذهاب للبنك لجلب نقود من مدخراته، ويأخذ مصروفه مني كل يوم منذ 3 أيام، ويقول إنه يريد بناء منزل، ولذلك لا يريد صرف أي نقود.

ليس لدينا أطفال، وحالتنا تستوجب طفل أنابيب، وقد وعدني بأن يدفع هو التغطية الصحية؛ لأني لا أعمل وعمله غير مستقر، واضطررنا لدفع التكاليف عندما بدأنا، ووضعني أمام الأمر الواقع، فدفعت نحو 3 آلاف دولار، وهذا أرهقني وتعبت من ذلك، ولا أستطيع العمل الآن؛ لأن الدولة تجبرنا على الخدمة العسكرية، ولمدة عام بـ 300 دولار في الشهر في المناطق النائية، للمصروف، والتنقل، والسكن علينا، وبدون تغطية صحية.

هو يحبني، ومعاملته طيبة لي، ويصلي، ويحترمني، وعائلته أناس محترمون وطيبون، وعندما شكوت لهم تصرفات ابنهم قالوا زوجناه طبيبة لتعينه على الدنيا، ولم يستنكروا ذلك.

الآن لم يبق لي إلا 500 دولار فقط، أريد طفلاً، ونتيجة الحمل تظهر بعد أسبوع، ويقول مصروفه عليكِ، وبعض الأحيان أندم لأني سأنجب طفلاً!

الحالة الصحية لنا لا تسمح بتأخير الإنجاب، فبماذا تنصحونني؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، أولًا: نشكر لك حسن معاشرتك لزوجك، وإعانته على متطلبات الحياة، وكوني على ثقة تامة من أن كل ما تقومين به وتقدمينه من إعانة لزوجك ومحافظة على أسرتك هو مدخر لك في ميزان عملك، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، و(أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على أهله)، كما جاء في الحديث، فكل ما تنفقينه على نفسك وعلى زوجك وبيتك هو مُدَّخرٌ لك، ولك ثوابه وأجره، فلا تظني أنه ضائع.

كما نذكرك أيضًا بأن الله سبحانه وتعالى يخلف عليك ما أنفقت، فقد وعد سبحانه وتعالى بهذا في كتابه الكريم فقال: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}، وملك من الملائكة يدعو لك كل صباح كما جاء في الحديث: (اللهم أعط منفقًا خلفًا)، وهذا الخلف والعوض أنواع، فقد يكون رزقًا ماديًا، وقد يكون صحة في الجسم، وقد يكون بركة في العمر والوقت، وقد يكون صلاحًا في الذرية، إلى غير ذلك من مظاهر الرزق الإلهي الذي يُساق للإنسان من حيث لا يشعر.

تذكر هذه المعاني -أيتها البنت العزيزة- يبعث في نفسك الراحة والاطمئنان، ويجلب لك السعادة، وتعلمين معه أنك ماضية في الطريق الصحيح، وأنه ليس شيئاً ضائعاً عليك أو فائتاً منك.

بالنسبة لزوجك: فإن النفقة الواجبة أن تكون على الزوج في مقابل بقاء الزوجة في بيت زوجها، فإذا خرجت الزوجة للعمل فمن حق زوجها أن يمنعها من الخروج، إذا كان ملتزمًا بالإنفاق عليها، ويجوز أن يتصالح الزوج والزوجة على خروجها إلى العمل في مقابل أن تشاركه بقدرٍ من النفقة أو نحو ذلك.

لكننا نركز على ما وصفت به زوجك من أوصاف جميلة وطيبة، من حيث التزامه بدينه، وحبه لك، واحترامه لك، وطِيب أهله أيضاً معك، فكل هذا يشجعك على الاستمرار فيما أنت فيه من الإعانة للزوج والتلطف به، واستمالته إليك باللين واللطف والإحسان، ونحن على ثقة من أنك ستصلين -إن شاء الله- إلى النتائج التي تأملينها وتحبينها.

فحاولي أن تُذكِّري زوجك بطرق غير مباشرة بالواجب الذي عليه، وبالحق الذي على كل واحد منكما لصاحبه، واستعملي في ذلك الوسائل اللطيفة المؤثرة، كإسماعه لرأي الدين في الموضوع ما دام متديناً ملتزماً، وأظهري له حبك له، وحرصك على مصلحته ومصلحتك ومصلحة الأسرة، ونظن أنه سيتفهم هذا ما دام بالصفات والأوصاف التي ذكرتها لنا عنه.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يكتب لك ولزوجك السعادة، وأن يديم الألفة بينكما، وييسر لكما الرزق الحلال، ويغنيكما من فضله.

www.islamweb.net