كيف أتعامل مع أخي غير الشقيق الذي يقاطعه والدي؟

2025-01-11 22:23:36 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قبل حوالي 5 سنوات اتصل بي شخص من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وادعى أنه أخي من أبي، في الواقع أنا لم أصدقه حينها خشية أن يكون محتالاً، وشاركت أمي وأبي رسائله، لكنهم أنكروا ما قاله، وأخبروني أنه مجرد شخص لديه عداوة سابقة مع العائلة، ويريد أن ينتقم من خلال هذه الادعاءات.

ولكن اليوم وبعد أن زادت عندي الشكوك ألححت على أمي بالأسئلة إلى أن أخبرتني أن كلامه صحيح، وأرتني صوره وجميع أوراقه الرسمية.

أنا في حالة صدمة كبيرة الآن، خصوصاً لم أكن أعرف أن أبي كان متزوجاً قبل أمي بتاتًا، ناهيكم عن أن لدي أخاً، فلهذا أنا الآن في حيرة لا أعرف ماذا أفعل؟ لا أعلم إن كان يريد أن يتواصل معي لأنني أخته، أم أن لديه أطماعاً، خصوصاً أن عمره في الثلاثين الآن، ولديه أطفال.

شكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بهذا الموضوع والسؤال، نسأل الله أن يجمع بينكم في الخير، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

إذا كان الأمر كما ذكرت؛ فإن هذا الأخ المتصل له حق الأخوة، وننصح بالبحث عنه والتواصل معه، ومهما كانت أطماعه فإنه يظل يطمع في ما عند أخته، والأخت من حقها أن تطمع في ما عند أخيها، فهو أخ لك، وأرجو أن يُساعدك الوالد وتساعدك الوالدة على التواصل معه، وحاولي معرفة الأسباب التي أدّت لهذه القطيعة والبُعد، فلا شك أنه يجب عليه أن يبرَّ الوالد ويُحسن إليه، وعليه أيضًا أن يُحسن إليك ويتواصل معك، وأنتِ تُبادلينه الإحسان، فهذه صلة الرحم، وهي من واجبات الشريعة.

لكن قبل أن تُقدمي على هذه الخطوة أيضًا ينبغي أن تأخذي مزيدًا من المعلومات، تواصلي مع الوالد، تعرّفي إلى الموضوع، تعرّفي إلى أسباب بُعده، وفي كل الأحوال كوني أنت سببًا للتواصل، كوني أنت سببًا لصلة هذه الرحم؛ لأن الرحم تعلّقت بعرش الرحمن، وقالت: (هذا مقام العائذ بك من القطيعة)، فقال رب العزة والجلال: (نعم، أما ترضين أن أصل من وصلَكِ وأقطع من قطعكِ؟) قالت: (بلى) قال: (فذلك لك)، ثم قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- قول الله: {فهل عسيتم إن توليتم أن تُفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم}.

ولا شك أنه لا ذنب عليك في الذي حدث، ونتمنّى أن تخرجي من هذه الصدمة، فلا ذنب عليك بتاتًا، لكن بعد أن عرفت ينبغي أن يكون لك سعي في البحث عن هذه الرحم، والاجتهاد في صِلتها، ومقدار الصلة ينبغي أن يكون بالقدر المناسب، فمن حقك أيضًا أن تحمي نفسك إذا كانت هناك مخاطر، لكن يظلّ هذا أخاً، ولو كان التواصل عن طريق الهاتف والرد عليه والسؤال عن أحواله، كل ذلك من الأمور التي ينبغي أن تُفكّري فيها.

وقبل ذلك أرجو أن تجلسي مع الوالد خاصةً، وتحاولي أن تفهمي منه الذي حدث، وما قصة هذا الأخ، وأنك ترغبين في التواصل معه، ثم إذا وجدت ردود الوالد وردود الوالدة فيمكنك التواصل معنا حتى نضع معك النقاط على الحروف، ونحاول الوصول لخطة مناسبة للتواصل، نُحدد معها مقدار التواصل، وكيفية التواصل، وأيضًا تكونين قد عرفت ما عند الوالدين في هذا الملف، وفي هذا الموضوع، وتبنين حياتك وتواصلك على أسس وقواعد صحيحة.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net