انفصلت عن خاطبي ثم ندمت على ذلك، فماذا أفعل؟

2025-01-18 22:42:08 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

عمري 21 سنة، تقدم لي شخص مناسب جدًّا، وكنت معترضة بعض الشيء في أول الأمر على الشكل، لكن لما قعدت معه ارتحت، وجلس معي مرتين، كانت جلسة طيبة و-الحمد لله-، وبعد الاتفاق حكى لي أكثر عن ماضيه، ولكي أرتاح له فقد ذكر لي أنه غير ملتزم جدًّا في الصلاة، وأنه يريد المساعدة على الالتزام ممَّن سيتزوج بها.

فخفتُ وقررت الانفصال لهذه الأسباب التي ليست في محلها، وبعد الانفصال بشهر شعرت بالندم جدًّا أني حكمت عليه بسرعة، وأن الموضوع حصل فيه حسد، وندمت لأن فرصة الزواج به جيدة، وكان المهر جيدًا.

الوسيط الذي بيننا كان يريد أن يكلمه، وأنا لا أعرف إن كانت هذه الفرصة ضاعت وذهبت أم لا، وضميري يؤلمني أني ربما ظلمته وأني تسرعت في الحكم عليه؛ لأنه كان يحكي لي عن حياته بكل صراحة.

تعبت نفسي من كثرة الندم ، حتى إني لا أريد أي شيء، ولا أعرف لو أني كلمته ماذا سيكون ردَّه، ونحن من الأرياف، وموضوع الانفصال انتشر بسرعة.

وعندي سؤال: هل الزواج نصيب أم أمر اختياري؟ لأن هناك أناساً يقولون: ضيعتِ عليك الفرصة. وفي المقابل يقول آخرون: لو كان من نصيبك لاكتمل أمر الزواج به من غير أي مشاكل. فما هو رأيكم وماذا أفعل -بالله عليكم-؟

أرجوكم الرد بسرعة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mariem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلمي وتعلم الدُّنيا أن هذا الكون مِلْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، فلا تحزني على ما مضى، و(عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلَّا للمؤمن)، ولا ننصح بشدة الندم، هذه في غير مكانها، لأن الأمر لله من قبل ومن بعد.

كما أن تقصير الشاب في الصلاة أمرٌ خطير وكبير، وكونه يطلب منك المساعدة؛ فهذا أيضًا ربما يدلُّ على خير، لكن يدلُّ على أن فرص النجاح ليست كثيرة، لأن الرجل هو صاحب القوامة، وهو الذي ينبغي أن يُوجّه أسرته وأهله. إذا كان هذا الموجِّه ضعيفًا في صلاته فالإشكال هنا كبير، وعلى كلِّ حال: إذا كان فيه خير فسوف يأتي الله به، وإذا لم يكن يُبادلك نفس المشاعر فلا داعي للجري وراء السراب.

وعليه: أرجو أن تشغلي نفسك بالعبادة والإنابة، والذكر والطاعة لله تبارك وتعالى، واسألي الله إن كان فيه خير أن يردّه، وإن كان غير ذلك أن يُسهّل لك مَن هو أفضل ومَن هو أحسن منه.

ولا تلتفتي لكلام الناس؛ فإن رضاهم غاية لا تُدرك، لذلك الكلام سيأتي متناقضًا ومزعجًا، لكن ثقي أن الأمر الذي يُقدّره الله -كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس-، أن أهل الأرض لو اجتمعوا وكادوا وتآمروا ليضرُّوك، لن يضرُّوك إلَّا بشيٍ قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعوا واجتهدوا لينفعوك لن ينفعوك إلَّا بشيءٍ قد كتبه الله لك، رُفعت الأقلام وجفّت الصُّحف، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

فعليه: أرجو ألَّا تقفي طويلاً أمام هذا الأمر، والحمد لله هو قد جلس معك، وعرفك وعرفتِه، وإذا كان فيه خير ورغبة، فسوف يعود؛ لأن الرغبة لابد أن تكون مشتركة، لا يكفي أن تندمي وترغبي في رجوعه، بل لابد أن يكون أيضًا عنده نفس المشاعر، وإلَّا فلا فائدة، فالمرأة ينبغي أن تشعر أن الحب من الطرفين، فلا خير في ودٍّ يجيءُ تكلُّفًا.

لكن المؤمنة دائمًا تستفيد من الدروس، والمؤمنة لا تُلدغ من الجحر الواحد مرتين، والمؤمنة لا تحزن على شيء فاتها في هذه الدنيا، فتجنّبي الاستعجال، وحاولي دراسة الشخصية، وأعطوا أنفسكم فرصة كبيرة للسؤال عن أحواله، ومن حقه أيضًا أن يسأل عنكم، وهذا أمرٌ ضمنته الشريعة للطرفين؛ حتى يكون الاختيار صحيحًا، وحتى نطرد مشاعر الندم، فلا يحصل بعد ذلك لا حزن ولا ندم؛ لأن الإنسان يكون قد قام بما عليه، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

إذًا: كوني هادئة، كوني راضية، أشغلي نفسك بالطاعات، ولا مانع من الدعاء بأن يهديه الله، وأن يأتي به إن كان فيه الخير، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

والله الموفق.

www.islamweb.net