الشخصية ذات السمات القلقية والإصابة بحالات الرهاب الاجتماعي
2006-03-18 18:44:44 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا شاب أعمل كتقني في الإعلاميات، وعملي يكون داخل الشركة وخارجها، بالنسبة لداخل الشركة، فليس لدي مشاكل، وأما خارجها أي عندما أذهب عند الزبائن (الشركات التي نتعامل معها) فإني أرتبك وأخجل كثيراً، وكأني لا أعرف شيئاً، وخاصة إذا طرح علي أحدهم سؤالاً، أو بقي بجانبي يراقب ما أفعل، وأتحدث معهم بصوت خافت وخجول، لدرجة أن بعض الزبائن يطلب عدم إرسالي.
ومشكلتي الأخرى هي صعوبة التأقلم مع من أقابلهم أول مرة، سواء زبائن أو غيرهم، بينما أصدقائي فأضحك معهم بشكل عادي، وبصوت مرتفع، ومثلاً لو رأى من أعمل عنده ما أفعله مع الأصدقاء لا يصدق أني أنا الذي أشتغل عنده، وأخجل وأتحدث معه بصوت منخفض.
ومن بين مشاكلي أيضاً عدم التركيز، وفقدان الثقة بالنفس، والتسامح الشديد مع الناس، وأحلام اليقظة، بحيث أحلم كثيراً، مثلاً أتكلم مع نفسي سأفعل كذا وكذا، ثم أشتري كذا وأذهب إلى كذا، سامحوني لأني أطلت عليكم، وأطلب منكم مساعدتي وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنت تعاني من درجة بسيطة جداً من الرهاب الاجتماعي، وربما تحمل أيضاً شخصيتك بعض سمات القلق البسيط، مما يجعلك تسترسل في أحلام اليقظة وتفقد الثقة بنفسك.
الحمد لله أنت لديك وظيفة تتطلب التفاعل مع الآخرين والاختلاط بالناس والتعامل معهم، أرجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، فأنت لم تحصل على هذا المؤهل إلا إذا كان لديك فعلاً ما يؤهلك لنيله.
ثانياً: الشيء الذي أرجوه هو أن تحاول أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، بمعنى أنك حين تقابل أي إنسان انظر إليه في وجهه، ويجب أن لا تتجنب ذلك، كما أرجو أن تقلل من اللغة غير الكلامية، أي استعمال اليدين كما يفعل بعض الناس حين التخاطب مع الآخرين، قلل من هذه، كما أنه سيكون من المفيد لك أن تأخذ نفساً عميقاً بعض الشيء، حين تقابل أو قبل مقابلة لأي زبون أو شخص غريب.
وأعتقد أن لديك شيئاً إيجابياً أو ميزة إيجابية، وهي أنك لا تشعر بهذه الهنات أو الضعف الاجتماعي أمام أصدقائك، ويمكنك أن تتخيل أن من تقابله حتى من الغرباء أو الزبائن هم أناس عاديون مثل أصدقائك أو أقل من ذلك، هذا إن شاء الله سوف يجعلك أكثر قدرة على المواجهة، وعليك أن تكثر من هذه المواجهات، ويا حبذا أيضاً لو وضعت في خيالك أنك قد أصبحت مديراً لهذه الشركة، وأنك يجب أن تقود الاجتماعات وخلافه دون أن تسترسل في أحلام اليقظة بصورة مطلقة، ولكن فقط من أجل التعرض النفسي للمواقف ومواقع الرهاب البسيط الذي تعاني منه.
سيكون من الجيد لك أيضاً أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف ولفترة قصيرة، حيث أن مشكلتك بسيطة، والدواء الذي أنصح به في مثل حالتك يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تتناوله بمعدل نصف حبة في اليوم لمدة أسبوعين، ويفضل أن تأخذه بعد تناول الطعام، وبعد الأسبوعين ارفع الجرعة إلى حبة كاملة واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، حيث أن الزيروكسات يتطلب التدرج في البداية، وكذلك التدرج حين نود إيقافه.
كما ذكرت لك مشكلتك بسيطة جداً، وأرجو أن تتبع الإرشادات السابقة، وتتناول العلاج الموصوف، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.