أُغلقت الأبواب في وجهي وأشعر أن الدنيا كلها ضدي.. ساعدوني

2025-01-19 22:47:52 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

تزوجت وأنا بعمر 14 سنة، وأنجبت بعدها طفلين، وطُلقت بشكلٍ مأساوي، وكنت بأمريكا وحدي بدون أهل، وبعدها خُطبت، وأول مرة في حياتي أحسست بحب الدنيا، ولكن فرحتي ما تمت، فبعد شهرين فُسخت خطبتي، وخطب خاطبي بعدها بأسبوعين.

الدنيا اسودت بعيني، لأني أحببته، وما زلت، وبعدها خسرت بيتي، وبعدها خسرت أولادي، صرت غير قادرة أن أستوعب بأن هذه هي حياتي، وكأنه كابوس مرعب.

كل يوم أفتح عيوني وأنا أدّعِي أنه حلم، وكل مرة أدعو الله من قلبي ويحصل عكس ذلك تماماً، وكأن الدنيا كلها ضدي، صرت غير قادرة أن أتخلص من مشاعري، على الرغم من أنها مرت سنة منذ فسخت الخطبة.

إن خسارتي لأولادي وبيتي كسرتني وأضعفتني أكثر، مع أني عفيفة النفس، وأدعو من قلبي، ووصلت إلى مرحلة أني أحس نفسي في صندوق كله سواد في سواد، وأسمع أصواتاً، وكأن الذين من حولي خيال فقط، فالخسارات دمرتني، وعدم الاستقرار الذي عشته، والأذى الذي تعرضت له.

هل يعقل كل هذا؟ لماذا أنا لا أستحق أن أكون سعيدة، بدأت أكره كل شيء، ولكني أظهر العكس، وهذا شيء متعبٌ لي، فلقد تعبت من دور البنت القوية، وصرت لا أتقبل أن أحداً سيسليني، لأني في الوقت الذي احتجت فيه لأحد يربت علي ما وجدت أحداً.

بكيت كثيراً وتعذبت، حتى حين فرحت فرحتي ما تمت، أنا فرحتي يتيمة، وأخسر الكثير، وقد مضت ست سنين عناء، ومنتظرة لحظة الشعور بالفرح والسرور.

لقد عشت أشياء أكبر مني، ولا أشعر أني عشت طفولتي، لدي أحاسيس تقتل، وليس عندي أحد من الناس آنس به.

صرت أصلي وأدعو لتخطي مرحلة الحزن، ففي النهار أكون إنساناً طبيعياً، أروح وأجيء وأضحك، وآخر الليل تهزمني مشاعري، تهزمني الدنيا، تعبت من كل شيء، حتى من نفسي تعبت.

أرجو أن تساعدوني لأخرج من هذا الكابوس الذي أنا فيه، فأنا متفائلة، ولكن دائماً أُصدَم، وأحس أني ليس لدي نصيب من السعادة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - أيتها الفاضلة - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية، وأن يُفرّج همّك وغمّك.

الحالة التي تمرين بها لا شك أنها حالة اكتئاب تفاعلي، نتجت عن الظروف الاجتماعية والأسرية التي تعرّضت لها في الفترة السابقة، فالإنسان عندما يفقد أطفاله أو يبتعد عنهم، وكذلك زوجه وبيته الذي هو مملكته؛ بالتأكيد تنتابه مشاعر مثل التي تمرين بها الآن.

ما حدث من فسخ في الخطبة الأخيرة زاد من هذه المشاعر، وكأنّ فرصة الأمل قد ضاعت؛ ممَّا أجّج الحزن والكآبة، فنقول لك - أيتها الفاضلة -: كلُّ ذلك هو امتحان وابتلاء، ولابد من الصبر عليه، والتعامل معه كمحنة عابرة.

نعم أنت فقدت بعض الأشياء، ولكنّك تملكين أيضًا أشياء كثيرة، تُؤهّلك لمسايرة الحياة والعيش فيها بكل ما لديك من قدرات وإمكانيات ومهارات شخصية واجتماعية، فأنت لست الوحيدة التي مرّت بمثل هذه الظروف، بل هناك العديد من النساء تجاوزن المرحلة بكل سهولة ويُسر، وعشنَ حياتهنَّ بنظرة جديدة وبمنهجٍ جديد، تخطّينَ به كل سلبيات الماضي، وما فيه من جراحات وآلام، وكان العبور إلى حياة فيها كل ما يُسرُّ ويُفرح.

لا تيأسي، فالفرص ستأتي بعون الله، وربما تكون أفضل من سابقاتها، فلنا في أُمّ المؤمنين أمُّ سلمة - رضي الله عنها - أُسوة حسنة، فلمَّا توفّي زوجها أبو سلمة لم تظنّ أن رجلاً سيأتي أفضل منه، فعوضها الله سبحانه وتعالى بخير البشر، نبينا محمّد صلى الله عليه وسلم؛ لأنها احتسبت وصبرت، فالأبواب لم تُغلق، وفرج الله سبحانه وتعالى قريب.

كوني متفائلةً، وأكثري من الاستغفار، فالله معك وفي عونك، وستمر هذه المرحلة وتُصبح ماضيًا بعون الله سبحانه وتعالى، نسأل الله لك الحياة السعيدة المستقرة.

هذا، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net