كيف نبر والدي الذي قصر في حقنا وحق والدتي؟

2025-01-20 01:08:56 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي كان جيدًا، ولا يقصر علينا بشيء، ولكن للأسف تغير منذ حوالي 10 سنين، وأصبح من أسوأ ما رأت عيني، فهو ينافق، ويكذب كثيرًا، فلا نعرف إن كان يكلمنا بصدق أم يكذب.

يحب التفاخر بالرغم من أنه لا يملك الكثير من المال، منذ صغري كان ظالمًا، يضرب أمي، ويظلمها كلما كشفت أنه قد خانها مع العديد من النساء -والعياذ بالله-.

ودائمًا ما كان يقصر في المصروف، ولم يصرف علينا شيئًا من المال إلا وقال دين، استدان من الكثير من العائلة، ولم يرد لأغلبهم الدين، وقال لهم إنه لن يرد الدين، فلم يسجنوه كرامة لنا.

لا يصلّي، ولم يعلمنا سوى السيء، أجبرنا على السفر إلى بلد أخرى، وهو الآن في بلد، ونحن في بلد آخر منذ حوالي أكثر من 4 سنين، لا ينفق علينا شيئًا بحجة أنه لا يملك المال، ولكن كما ذكرنا غالبًا هو يكذب، كيف له أن يعيش لحوالي أكثر من 4 سنين من غير مال؟! وكيف يدفع إيجار شقته...وإلى آخره؟! أهل أمي هم من ينفقون علينا، يجبرنا على التكلم معه كل يوم جمعة، ومنذ فترة بدأ يهدد بأنه سوف يأتي إلينا.

سؤالي: هل له علينا غضب ونحن لا نطيق رؤيته، ولا سماع صوته؟ فكيف لنا أن نطيعه ونعود لما كان يفعل بنا عندما كنا عنده ويضرب أمي؟ أنا أغضب، ولكني أخاف من الله وأقول علي بره.

أعتذر إذا أطلت عليكم بالرغم من أن هذا بالمختصر، ولكني رأيت في إحدى استشاراتكم أن شخصًا سألكم سؤالًا يشبه سؤالي، فطلبتم منه أن يقول بالتفصيل.

والسلام عليكم، وشكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي والدكم لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

بداية: نوصيكم ببر الوالدة والإحسان إليها، وتعويضها عما لحقها من تقصير الأب، كما نوصيك أيضاً بالدعاء للأب والحرص على أن تكونوا عوناً له على الهداية، ونبشركم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان هذا الرجل هو الوالد الذي هو أغلى الناس بعد الأم؟

نرجو أن يكون في بركم وإحسانكم له باب أو مدخل إلى هدايته؛ فإن الهداية بيد الله تبارك وتعالى، ونحب أن نؤكد أن تقصير الأب لا يبيح لكم التقصير، فالله سيحاسبه على تقصيره، ويحاسبكم أيضاً إذا قصرتم في حقه، نوصيكم بالدعاء له، ثانياً: بمعاملته بأحسن الطرائق الممكنة، ثالثاً: بعدم إيقاف التواصل معه، رابعاً: بالاجتهاد في النصح له إن استطعتم، أو مطالبة الأعمام ومن يستطيع أن يقدم له النصيحة بأن ينصح له.

كذلك نوصيكم دائماً بأن تكونوا حريصين على أن تطيعوه في كل أمر فيه طاعة، أما إذا أمر بمعصية، وأمر لا يرضي الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وتذكروا أن الله قال في حق والد يأمر أولاده بالكفر والشرك بالله، قال: (فلا تطعهما)، ثم قال بعدها: (وصاحبهما في الدنيا معروفاً).

حق الوالد عظيم، ونسأل الله أن يهديه إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، ونكرر لكم الوصية بالستر على الوالد، ولا تتهموه بأي أمر من السوء، وإن حصل منه تقصير؛ فإن ستركم عليه مع النصح أعون له على ترك ما هو فيه، أما في حال الفضيحة والإساءة إليه، فهذا لا يجوز، ولن يعينه على أن يسلك سبيل الهداية.

نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد، ونحيي أيضاً الأهل الذين وقفوا معكم، وهذه الحياة مدرسة، ومن يفعل الخير سيجد الخير، والمكر السيء لا يحيق إلا بأهله، فنسأل الله أن يهدي الوالد، وأن يرده كما كان في سنوات عمره الأولى، وأن يبعد عنه شياطين الإنس والجن، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net