صديقي المراهق يحادث الفتيات ويصاحبهن!

2025-01-20 03:57:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي شخص جمعتني به صداقة منذ الصغر، لكني لاحظت عليه الانحراف عندما وصل سن المراهقة، وأصبح لا يسمح لنصحي له أبداً، ومشكلته أنه يحدث البنات ويصاحبهن ويأخذ أرقامهن، ولديه الكثير من الفتيات في قائمة الأصدقاء في حسابه على الفيسبوك، ونصحته وقلت له أن يحذفهن من قائمته ولم يرض، وكلمته وجهاً لوجه أن يكف عن ما يفعله هذا، وأن يكف عن التحدث ومصادقة البنات، لكنه قال لي: (إن هذا الموضوع صعب جداً)، فماذا أفعل معه؟ هو يقول لي: (أنا أعتبرهم مثل أخواتي)، وأنا قلت له: لا. والغريب في الأمر أنه يعرف من الدين الكثير، وأرسل إليّ منذ أسبوع صورة لامتحان في الفقه كان يمتحنه في المسجد! ماذا أفعل معه؟

هو يبلغ من العمر ١٤ سنة، والمشكلة أننا في مدرسة مختلطة، وليس هو وحده بهذا الشكل، أسأل الله له الهداية.

شكراً لكم، ووفقكم الله.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن خطورة الصداقة وتأثيرها على حياة الإنسان قد حذر منها الدين، فالله -عز وجل- يقول: (وَیَوۡمَ یَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ یَدَیۡهِ یَقُولُ یَـٰلَیۡتَنِی ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِیلࣰا یَـٰوَیۡلَتَىٰ لَیۡتَنِی لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِیلࣰا لَّقَدۡ أَضَلَّنِی عَنِ ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَاۤءَنِیۗ وَكَانَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِلۡإِنسَـٰنِ خَذُولࣰا).

فقد يضلك هذا الصديق ويغويك ويسحبك معه إلى طريق المعاصي، فكما يقول المثل: (الصاحب ساحب)، وصدق من قال:

فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه فكم جاهل أردى حكيما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما المرء ماشاه وللشيء على الشيء مقاييس وأشباه

حتى وإن لم تنجر معه في السوء، فسيصيبك منه رذاذ صحبته السيئة، مصداقاً لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة)، فمضرته واقعة لا محالة.

أخي الكريم .. أمامك طريقان:

الطريق الأول: طريق النصح والصبر عليه وفقا لحديث النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الدِّين النصيحة)، قلنا: لِمَن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين، وعامَّتِهم).

الطريق الثاني: هجره والبُعد عنه إلى حين يصلح حاله، امتثالاً لقول الله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً).

وفقك الله لما يحب ويرضى.

www.islamweb.net