ممتنع عن الزواج بسبب تقززي من العلاقة الجنسية، فما رأيكم؟
2025-01-23 03:17:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري 29 سنة، منذ سنوات وأنا ممتنع عن الزواج بسبب عدم تقبلي للجماع، أراه فعلًا مشينًا وغير أخلاقي، وتافه وحقير، وأحدث نفسي أنه من الأولى الاهتمام بأشياء أكثر أهمية، كالقراءة التي كنت عاكفاً عليها ليل نهار.
لدي شهوة طبيعية بداخلي كأي إنسان ولكني غير متقبل لها، وأشعر دائماً أن الجماع دنس، وإن فعلته دنست نفسي، ومن معي.
منذ 7 أعوام اعترضني بالخطأ مشهد جنسي على الانترنت، وعندما رأيته أصبت بصدمة وشعرت بالتقزز، وإلى هذه اللحظة لا أتقبل أن رجلاً محترمًا يمكن أن يفعل هذا!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الزواج -أيها الولد الحبيب- من شرائع الأنبياء، فقد أباحه الله سبحانه وتعالى ورغب فيه، لما يترتب عليه من منافع ومصالح للعباد، ومن أعظم هذه المصالح إعفاف النفس عن الوقوع في الحرام، وتحصيل الذرية والنسل لبقاء النوع الإنساني، فكيف سيبقى الوجود الإنساني إذا لم يحصل الزواج والنكاح؟ ولهذا من ترك النكاح رغبة عنه، واستقذاراً له، فإنه مذموم في الشريعة، مبتدع، ذمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال لأناس قرروا أن يعتزلوا الناس، فقال أحدهم: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، وقال الآخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الآخر: أصلي الليل أبداً -أي طوال الليل-، فقال عليه الصلاة والسلام: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم لله، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)، وهذا الحديث في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما.
فالنكاح من سنن الإسلام، وقد روى الترمذي -رحمه الله تعالى- أنه من سنن المرسلين، والرهبانية التي تدعو إلى التبتل وقطع النكاح رهبانية مذمومة منهي عنها في شريعتنا. أما من ترك النكاح، وهو يعتقد أنه سنة، وأن فيه منافع ومصالح العباد، لكن تركه لأنه يريد أن يتفرغ للعبادة، أو يتفرغ للعلم وتحصيله، ونحو ذلك، فهذا لا حرج عليه، مع كونه يعتقد أن النكاح سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن فيه منافع ومصالح كثيرة للعباد.
فنظرتك هذه للزواج، وما فيه من قضاء الشهوة نظرة غير سوية، وما لاحظته أنت من كونه أمر غير مستحسن في المنظر، والصورة، قد لاحظه بعض العقلاء والعلماء، ولكنهم في الوقت نفسه أدركوا الحكمة التي من أجلها شرع الله تعالى النكاح، بل والحكمة التي من أجلها ركب الله تعالى في الجسم البشري هذه الشهوة القوية العارمة، فإنه لولا أن هذه الشهوة قوية في هذا الجسد؛ لعزف أكثر الناس عن الجماع بسبب هذه النظرة التي تنظرها أنت، ولكن كما قال ابن الجوزي -رحمه الله تعالى-: الشهوة تغطي عين الناظر ليحصل الولد.
فنصيحتنا لك -أيها الحبيب- أن تتزوج إذا كنت قادراً على الزواج، أي قادراً على النفقات المالية، وتحمل الأعباء الناتجة عن الزواج ما دمت تجد في نفسك شهوة طبيعية لذلك، ففي الزواج منافع كثيرة، من أعظمها تحصيل الذرية، ومنافع الولد كثيرة يطول المقام بسردها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.