مديري في العمل يأخذ حقوقي ويخصم من راتبي!
2025-01-21 22:38:14 | إسلام ويب
السؤال:
مديري في العمل يأخذ حقوقي التي منحني إياها صاحب العمل، ويخصم من راتبي الإضافي بدون وجه حق، وبدون صدور أخطاء مني؛ لمجرد أن يشعر نفسه بامتلاك السلطة!
أنا أستطيع أن آخذ ما يخصم مني بطريقة أخرى، ولكن أخاف أن يكون المال فيه شبهة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أخي محمد- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك لك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
أخي الكريم: ما تفضلت بالحديث عنه هو مما عمت به البلوى من البعض، ونسأل الله السلامة والعافية، ولو علم المغتصب حسابه بين يدي الله -عز وجل- لكف وارعوى، يكفيه قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن اقتطَعَ مالَ امرِئٍ مُسلِمٍ بغيرِ حَقٍّ، لَقيَ اللهَ وهو عليه غَضبانُ، قال: وقَرَأَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- هذه الآيةَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ...} الآيةَ.
أخي الكريم: قبل أن نجيب عن سؤالك لا بد من تذكيرك بأن الحقوق منها قطعي ومنها ظني، وقد ترى أمراً لك فيه حق، ويراه مديرك على غير هذا الوجه وليس لك بظالم، لذلك لا بد من حكم لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو يُعطَى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء قوم وأموالهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر).
وعليه فأول ما ندعوك إليه أن تشكو المدير إلى صاحب العمل ليحكم بينكم؛ فإن علمت أن هذا قد يعود عليك بالضرر، فعليك بما يلي:
1- التأكد من أن هذا المال حقك خالص لك بلا زيادة ولا غلو؛ لأن أخذ المال أكثر من حقك محرم وداخل في عموم قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) [الأنفال:58]، وقال تعالى: (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة:190]، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك).
2- بعد التأكد من نصيب مالك تحديداً، وعجزك عن أخذه بأي وسيلة شرعية، فيجوز لك أخذ مالك ممن ظلمك دون اعتداء أو ظلم، ويجب أن يكون أخذك المال ممن ظلمك لا من غيره. يقول صاحب البحر الرائق: (رب الدين إذا ظفر من جنس حقه من مال المديون على صفته، فله أخذه بغير رضاه).
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.