أشعر أن والدي حزين بسبب عدم حصولي على المعدل المطلوب!

2025-01-22 22:40:19 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا طالبة في مرحلة الثانوية، هذه سنتي الثانية، لأني قررت الإعادة؛ وذلك بحكم أني لا أحب تخصصي الجامعي، وأطمح لدراسة الطب، بدأت أجتهد في دراستي، ولكن -للأسف- لا شيء ينفع معي؛ لأني أجتهد لبعض الوقت، ثم تفتر إرادتي، ولا أنجز شيئاً، وأضيع الأيام دون أن أدرس، وليس هذا فقط، بل وأرتكب الحرام، أقطع صلاتي، وأسمع الأغاني، وأكذب، وقد شاهدت أيضاً مناظر لا ترضي الله، وأقسم أني ما كنت هكذا أبداً، بل كنت قريبة من ربي لدرجة الشعور بأن الله أمامي، لدرجة أن أشد المصائب التي حلت بي كنت راضية ومطمئنة.

لا أعرف كيف حدث هذا معي! وكيف وصلت إلى هذا الحال! أشعر بأني فشلت في كل شيء: دراستي، وعلاقتي مع ربي. أكره نفسي، فأنا الفتاة التي كانت متفوقة دراسياً، ومرضية لله ووالدّيها، ينتهي بها المطاف هكذا، هذه الفتاة التي كان ُيضرب المثل بها، بذكائها وأخلاقها، هكذا يكون حالها! والله أني محطمة من داخلي.

علماً أني أتوب ثم أرجع إلى أفعالي الشنيعة، ويستمر حالي على هذا المنوال، أنا الآن والداي راضيان عني، لكن والدي أشعر بأنه حزين بسببي؛ لأني لم أحصل على المعدل الذي أستحقه؛ بسبب تضييع السنة الماضية، وهو لا يظهر ذلك لي، لكن أشعر ذلك من تصرفاته.

أنا الآن أحاول، والله إني أحاول كل يوم، كل يوم أبدأ بداية صحيحة، ولكن ينتهي يومي بعدم الإنجاز، والشعور بأن ربي لم يرد لي التوفيق -أستغفر الله- الحزن طوقني من كل ناحية.

للتوضيح أكثر، وكيف يجري يومي، غالباً أستيقظ الفجر أصلي، أقرأ القرآن، ثم أدرس إلى صلاة الظهر، ومن هنا وفي هذا الوقت، يبدأ تضييع الوقت!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

سبق وأن تكلمنا معك -يا ابنتي- عن موضوع التخصص الجامعي، ورغبتك في دخول كلية الطب، وما يعنينا هنا هو أن نؤكد لك على أهمية استمرار العلاقة الطيبة مع والديك، لا سيما أنهما والدان رائعان ويتفهمان احتياجاتك ويراعيان نفسيتك، بدليل أنك تشعرين بأن والدك متبرم من إعادتك السنة الدراسية، لكنه رغم ذلك لم يظهر ذلك مراعاة لمشاعرك، وهذه نعمة من الله تعالى عليك تستوجب الشكر.

لا نريدك أن تدخلي في دوامة اللوم والعتاب لنفسك؛ فهذا سوف يؤثر على مستواك وأدائك الدراسي، اعتبري ما قمت به تجربة تستفيدين منها، وخياراً قدره الله تعالى، ويلزمك قبوله والرضا به، وقد أحسنت في التعبير عن ذلك، وعن رضاك بما كتب الله تعالى عليك، فأنت لا تزالين في مقتبل العمر، وأمامك خيارات كثيرة، والتخصص الطبي وإن كان خياراً مثالياً، لكنه قد لا يكون الأمثل بالنسبة لك، وعليك أن تضعي كل الاحتمالات في الحسبان، بمعنى احتمالات عدم دخولك كلية الطب، وبالتالي عليك تجنب الوقوع في الإحباط النفسي، كما ينبغي عليك التفكير بالتخصص البديل الذي يمكن أن تسلكيه، وفي خضم كل هذه الأمور، لا تترددي في الدعاء واللجوء باستمرار إلى الله تعالى، حتى وإن وقعت في بعض المخالفات والمعاصي، فلا يزال باب التوبة مفتوحاً، حتى تخرج روح الإنسان من جسده، أو حتى تطلع الشمس من مغربها؛ فقد أخرج ابن حبان من حديث أنس بن مالكٍ : أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "اللهم لا سهلَ إلا ما جعلتَه سهلاً، وأنت تجعل الحزنَ إذا شئتَ سهلاً"، كرري هذا الدعاء دوماً، خاصة في الأوقات الصعبة، كأيام الامتحانات.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

www.islamweb.net