زوجي خانني وأخذ مالي بغير حق وتزوج سرًا بأخرى!
2025-01-22 23:19:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
متزوجة منذ سنوات طويلة، وبنينا بيتنا أنا وزوجي سويًا، وقد كان يأخذ بطاقتي البنكية، ويتصرف في أموالي، وعندما طلبت منه أن تكون لي ذمة مالية خاصة، فرض علي أن أدفع في البيت بالنصف مثله تمامًا.
كما أنه منذ زواجنا وهو يخونني، ولديه علاقات نسائية كثيرة، ويفعل الزنا، وكنت أسامحه كل مرة، بينما هو يحملني وزر معصيته بأني لم أكن أعطيه حقه الشرعي، مع العلم أنني أحبه جدًا، ولكنه جاف، لا يقول لي كلامًا طيبًا، وعصبي، وعنيف، ومع هذا يريدني أن أعرض عليه نفسي كل ليلة.
كنا نعيش في دولة خليجية، ومنذ سنة تحجج بأنه تم طرده من العمل، واضطررت أن أسافر إلى بلدي مع أبنائي، وأترك عملي، ومنذ شهر سافر إجازةً، وعرفت بالصدفة أنه تزوج عندما كان هاتفه مفتوحًا، ووجدت صورًا وفيديو لهما، وكنت قد أعطيته مال نهاية خدمتي كي يحولها لي، وعندما سألته، قال بأنه صرف 60% منه، وتشاجر معي، واتهمني بأنني أتجسس على زوجته وأهددها.
ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به:
أولاً: ما ذكرته هو من طرف واحد، فنحن بالطبع لم نسمع منه، وبناءً على ذلك، فحديثنا الآن مرتبط بتوصيفك، وعليه فإنه مخالف لما أمر الشرع به من الإحسان إلى الزوجة، وحسن معاشرتها، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)، ومخالف لوصية النبي -صلى الله عليه وسلم-: "استوصوا بالنساء خيراً" وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
ثانيًا: ما فعله الزوج من أخذ مالك بغير حق، وتلك العلاقات المتعددة، وإهمالك، ومسامحتك له لا تسقط حق الله تعالى إلا بالتوبة الصادقة.
ثالثًا: امتناعك عنه إن صح لا يجوز شرعًا، حتى ولو كان عاصيًا، حتى ولو كان مهملاً لك في مشاعرك، فإن امتناع الزوجة عن زوجها لا يحل إلا لمرض عارض.
رابعًا: امتناعك عنه ليس عذرًا حتى يقع في الحرام، وبناءً عليه فالإثم عليه، فقد جعل الإسلام له مخارج كلها حلال، لكنه اختار الحرام، فيتحمل الإثم.
خامسًا: أما سؤالك عن التعامل معه بعد الزواج الذي لا يعدل فيه؛ فإننا نجيبك من خلال تلك النقاط:
1- غياب العدل بين الزوجات مؤذن بعذاب الله في الدنيا والآخرة، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط "، فهو إن فعل ذلك فهو ظالم، ومستحق للعقوبة، إلا أن يتوب من ذلك.
2- زواج زوجك أصبح واقعًا، ومع تفهمنا لما يعتصر قلبك من ألم، إلا أن السعي في طلاقها أو إفساد زواجها محرم عليك كما هو محرم عليها، وإننا ندعوك هنا إلى التعامل معه وفق هذه القاعدة على أن يلتزم حد الله تعالى في العدل، وألا يظلم بينكم.
3- المال الذي أخذه منك بلا إذن هو دين عليه، إما أن يستسمحك، أو يرده إليك، أو يكون وبالاً عليه يوم القيامة.
سادسًا: إننا نوصيك -أختنا- بالحوار معه، والصبر عليه، والدعاء له بالهداية والصلاح، وأنت مأجورة على ما مضى من خير تم، ومأجورة على الصبر عليه بغرض إصلاحه، نسأل الله أن يهديه، وأن يصلحه، والله الموفق.