أعاني من الخوف المفرط من الحشرات، ما الحل؟

2022-12-01 03:54:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

تزوجت منذ سنة، ومع حلول الصيف ظهرت حشرات مثل النمل، وعث الغبار، وصرت أخاف من الحشرات، وأصبحت أنظف بشكل مفرط، لدرجة أنني أصبت بالأكزيما من فرط غسل اليد على مدار اليوم، ودائماً أفكر بالحشرات ربما أجدها مرةً أخرى، بالرغم أنني قاومتها بالمبيدات، ولكن البحث عنها والتفكير بها لا يمكنني التخلص منه.

في اليوم الواحد أغسل يدي وأستحم كثيراً، وأصبحت أكوي كل شيء حتى الوسائد والمراتب، وحدثت مشاكل كثيرة بيني وبين زوجي، حياتي الزوجية ستنهار، فبمجرد التفكير بالحشرات أحس بخنقة واكتئاب لدرجة أنني كرهت بيتي، ولا أريد الجلوس به، وأود الفرار منه دائماً، وأحياناً أثناء جلوسي فيه تحدث مشاكل دائماً بيني وبين زوجي، أرجو الحل.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

هذا نوع من المخاوف القلقية الوسواسية، والمخاوف القلقية الوسواسية هي ظاهرة نفسية مكتسبة، ناتجة غالبًا من تجارب في الصغر، فأنت قد يكون لديك مواقف سلبية مع الحشرات، الخوف من الحشرات شائع عند الأطفال، وتجسّدت هذه الظاهرة في عقلك، وأصبحت مرتبطة بإثارة المخاوف متى ما رأيت الحشرات، وطبعًا الإنسان يربط الحشرات بالأوساخ وبنقل الأمراض، وهكذا.

الظاهرة ظاهرة معروفة –أيتها الفاضلة الكريمة– لكن يجب أن تُحقَّر، ويجب أن تتجاهلي هذا الأمر تمامًا، وأريدك حقيقة أن تلجئي لما نسميه بأسلوب التعريض، التعريض هو أن يتقرَّب الإنسان لمصدر خوفه بصورة أكثر، وأفضل وسيلة للتقرُّب هي أن تقرئي عن الحشرات، اقرئي عن النمل ووظائف النمل وحياته، وما ورد في القرآن عن النمل، شيء عظيم جدًّا، اقرئي عن بقية الحشرات وهي من مخلوقات الله، وكيف أنها تعيش ودوراتها الحياتية، هذا يعطيك على مستوى العقل الباطني مشاعر جديدة مخالفة تمامًا لما أنت عليه الآن من خوف ورعب وتنافر ما بينك وبين الحشرات.

وأريدك أيضًا أن تشاهدي الأفلام عن النمل وعن الحيوانات وعن النحل وخلافه، توجد برامج كثيرة في هذا الخصوص، وأريدك أيضًا أن ترسمي الحشرات، هذه الحشرات التي تخافين منها قومي برسمها، هذا أيضًا نوع من التقريب الجيد وإبعاد التنافر، ... وهكذا. وبعد ذلك اقصدي أن تذهبي إلى أماكن فيها حشرات وتنظري إليها وتتأمّلي فيها.

هذا العلاج السلوكي النفسي التدريجي مطلوب، وهو مهمٌّ جدًّا. ويجب أن تحقّري فكرة هذا الغسيل المتكرر، والحشرات موجودة في كل مكان وفي كل البيوت، ولا يمكن للإنسان أن يعيش حياة مُعقّمة، ومَن الذي قال أن كل هذه الحشرات مُضرّة؟! هذا ليس صحيحًا.

فإذًا بهذه الكيفية تستطيعين حقيقة أن تكسري المكونات الوسواسية في إشكالك هذا.

وأنصحك أيضًا بتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومن أفضلها العقار الذي يُعرف باسم (سيرترالين Sertraline) ويُسمَّى تجاريًا (لوسترال Lustral) وأيضًا أحد مسمياته هو (زولفت Zoloft) وفي مصر أيضًا يُسمَّى (مودابكس Moodapex). الجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا، أي تتناولي خمسة وعشرين مليجرامًا، يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعليها حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

ويجب أن تكوني حاسمةً وحازمةً جدًّا مع نفسك في موضوع غسيل اليدين، كوني حاسمةً جدًّا، تقولي: (حتى وإن تعرضتُ لأي أوساخ سوف أغسل غسلةً واحدةً وليس أكثر من ذلك)، ويفضل أن تُحددي كمية الماء، لا تغسلي من ماء الصنبور، ولكن ضعي ماءً في كوب أو في شيء من هذا القبيل، وقومي بالغسلة الواحدة، وهذا يكفي تمامًا.

إذًا كوني حاسمةً مع نفسك، هذه هي الطرق العلاجية التي أوردناها لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net