أريد تغيير مذهبي للسنة ولا أستطيع مصارحة عائلتي!
2025-01-26 00:27:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد تغيير مذهبي إلى السني، ولكني أواجه عدة مشاكل، منها أني لا أستطيع مصارحة عائلتي، -والدي ووالدتي- بذلك؛ لأنهم متمسكون بمذهبهم، وقد يصل بهم الأمر إلى التبرؤ مني، والدي عصبي جداً، ولن يسمح لي حتى بالحديث معه في هذا الموضوع، حيث إن الكتمان بتغيير مذهبي لن يجدي، فأنا لا أستطيع الزواج إلى الآن، وذلك بسبب أني أريد الزواج بفتاة سنية، ولو علم الناس إذا تقدمت لهم أني وأهلي من مذهب غير سني فلن يوافقوا على ذلك.
حتى الصلاة لدي غرفة مشتركة مع إخواني، ولا أستطيع الصلاة على المذهب السني؛ لملاحظتهم ذلك، ولا أعلم ماذا أفعل؟ أحياناً أذهب إلى مسجد بعيد جداً لكيلا يراني أحد ويخبر أهلي بمذهبي.
تعبت جداً، كلما حاولت أن أجد حلاً لا يجدي نفعاً؛ حيث إني بعمر ثلاثين سنة، وضائع جداً، لا أستطيع أن أعيش حياتي من كثرة ما أتعبني التفكير دون أي جدوى، أرجو أن أجد لديكم الحل لمشكلتي التي أعاني منها منذ سنين، ولا زالت إلى اليوم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يهدينا وإيَّاك إلى الحق، ويُبيِّن لنا ما اختلف فيه الناس، ويُرشدنا إلى الصواب فيه.
تغييرك لقناعاتك – أيها الحبيب – واقتناعك بمذهبٍ مخالفٍ لمذهب أهلك، ينبغي أن يُقابل منهم بالتسامح، فإن الإكراه على المذاهب العقدية والفقهية أمرٌ غير مستساغ لدى المسلمين، فلا ينبغي لأهلك أن يُكرهوك على البقاء على المذهب لمجرد اختيار الأهل له، فأنت محاسبٌ بعملك، مجزيٌ به، وهم محاسبون بأعمالهم، وقد قال الله سبحانه وتعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وقال: (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضلّ فإنما يضلُّ عليها).
كان ينبغي أن يُواجه اختيارُك بالقبول، وأن يُتعامل معه بشيءٍ من التسامح، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فحاول بما استطعت من الأساليب التأثير على والديك على الأقل، وأن تُبديَ لهما عدم اقتناعك ببعض ما يذهبون إليه، أو ما يعتقدون صحته، وإن لم تُصرِّح لهم بتغيير المذهب بالكلّية، ولا يلزمك إعلامهما بذلك، فيكفي أن تُهيأ الظروف التي تُتيح لك أن تُمارس شعائر الدين وفق المذهب الذي اقتنعت بأنه صحيح، وتسكت عن بعض الأمور التي لم يُكلّفك الشرع بالحديث عنها، وهذا القدر نظنُّ أنه من السهل تحقيقه وسط أسرتك.
إذا مُنعت حتى من هذا القدر، وحِيل بينك وبين ممارسة دينك وفق قناعاتك التي اقتنعت بها؛ فإن تبرّأهما منك في هذه الحالة لن يضرّك -بعون الله تعالى-، وسيعود الإثم عليهما، وينبغي لك أن تبقى متواصلاً معهما بقدر استطاعتك، ومُحسنًا إلى والديك ما أمكنك ذلك، فبِرُّهما لا يسقط مهما حصل بينكما من اختلاف في المذاهب والآراء، وستقدر -بعون الله تعالى- على مواصلة حياتك والعيش وفق قناعاتك، وستجد مَن يستوعبك، وتجد الفتاة التي تقبل بك زوجًا، وإن كانت أسرتك مخالفةً لك في المذهب، وهذا كثير من الناس يعيشونه، وتحصل لهم هذه الحالات.
لا تتهيب الموقف، ولا تعطه أكبر من حقه، فإن أرض الله واسعة، والناس كثيرون، ولن يُضيّعك الله سبحانه وتعالى حين يعلم سبحانه وتعالى منك الصدق والإخلاص، بالتوجُّه إليه وطلب الحق، وأنك تبتغي مرضاته سبحانه وتعالى، فقد قال في كتابه الكريم: (ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وقال: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المحسنين).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر لك الخير، وأن يثبّتك على الحق.