قلة التوفيق في حياتي بطريقة غير مفهومة، هل سببه السحر؟

2025-02-02 02:05:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أعاني من سوء الحظ، وقلة التوفيق بشكل غير مفهوم، مؤخراً تركت عملي بعد 7 سنوات متواصلة، وكلما وجدت عملاً جديداً، يفشل الموضوع في آخر خطوة، حتى إن الشركة أرسلت لي العقد، وتم الاتفاق نهائياً، وبعدها أخبرتني أنها تواجه مشاكل حالياً، ولن أستطيع العمل لديهم.

أنا أشعر بضيق شديد، ولا أدري هل هناك حل للنحس؟ هل يمكن أن يكون سحراً؟ لا أعرف ماذا أفعل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك وأن يسعدك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، إنه جواد كريم بر رحيم.

أخي الكريم: الدنيا دار كدر وابتلاء، ليس فيها أحد منعم من كل وجه، ولا أحد مبتلى من كل طريق، وقد خلقها الله لذلك، قال الله تعالى: ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، وقد قضى سبحانه أن يبتلى الإنسان في بدنه وفي ماله، لعلة أرادها الله تعالى، وقد ذكرها في قوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )، والعاقل هو من أخذ بكل أسباب النجاة في دنياه وآخرته، فإذا ما ابتلي بأمر صبر، واحتسب الأجر، وثبت على الحق، واجتهد في تغيير حاله إلى الأفضل، وقلبه بالله مطمئن.

أخي الكريم: إن أكثر ما يعيق الإنسان في حياته، هو هذا الشعور الذي يتسرب إليه عن عمد من الشيطان المتربص به، يوهمه أنه سيء الحظ، وأن أمره معقد وغير مفهوم، ويبدأ في إدخاله في دوامة من الوهم والخوف والقلق، حتى تضعف قابلية الإنسان لأي تغيير محتمل، ولو تمعن قليلاً لعلم أن نعم الله تغمره، وتحيطه من كل جانب، وهو لا يدري.

أخي الكريم: في الوقت الذي نتحدث فيه إليك الآن، هناك شباب مثلك ينتظرون دورهم في غسيل الكلى كل صباح، أقصى أمانيهم أن تسكن آلامهم ولو قليلاً، ولو قيل لأحدهم ما هي أمنيتك في الحياة؟ لقال نصف كلية تعمل، حتى لا أذهب كل يوم إلى غسيل الكلى، فأين أنت منه -حفظك الله وعافاك-، وآخر ولده مريض وعلاجه معلوم، ولكن ليس عنده القدرة المالية لمعالجة ولده، فيصبح ويمسي على صراخ ولده وآلامه، وغاية أماني بعضهم أن يأخذ الله أمانته، حتى لا يتعب أو يرى تعب ولده! وآخر وآخر وآخر، ونحن -والحمد لله- في نعم كثيرة تستوجب الشكر عليها، فلا تجعل من عوارض الحياة ما ينسيك نعم الله تعالى، فتهلك من حيث أردت النجاة.

أخي الكريم: إننا نرجو منك ما يلي:
1- تذكير نفسك الدائم بنعم الله عليك، وأن ما أنت فيه هو أمر طبيعي يعيشه آلاف الشباب، بل ربما أكثر.
2- البحث الدؤوب، والأخذ بكل الأسباب المفضية إلى العمل، وإذا تم الرفض فاجلس وادرس الأوضاع، ولماذا تم الرفض، فإن كان نقصاً فأتمه، وإن كانت الأخرى فالرضا شعارك، وما تدري لعل الله ادخر لك عملاً هو أوفق لك وأرفق بك وأنت لا تعلم.
3- الإقبال على الله بكليتك، والدعاء إليه في أوقات الإجابة، مع الإيمان الكامل بأن عطاء الله كله خير.

4- سؤال أهل الخبرة والشأن عن أفضل ما يناسبك من أعمال، وأماكن التقديم، فلا خاب عبد استشار غيره واستخار.
5- عدم حصر قدراتك في وظيفة بعينها، بل نوع الخيارات، فما تدري أين الخير.

هذا هو -أخي- الطريق، فإن سلكته بقلب راضٍ، وعقل متفتحٍ، وتذكير بنعم الله عليك، ارتقيت من حالك إلى حال أفضل منه، وإن أهملته، أضعت نفسك، وأصبتها بالهزيمة النفسية التي لن تقوى بعدها على تحمل صعاب العمل إن أتاك، اجعل شعارك: (وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)، وابذل كل ما يعينك على النجاح.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، والله الموفق.

www.islamweb.net