أخشى أن يفضحني بعد أن أرسلت له صوري!

2025-02-02 03:53:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عشت محافظةً على نفسي لمن سيصبح زوجي، ومنذ عدة أشهر تقدم لخطبتي شاب، وتعرف على أهلي، وأوهمني بأني سأصبح زوجته، وأقنعني بإرسال صور أعرض فيها أجزاء من جسدي له، وأنا ضعفت، وأرسلت له صوري، وندمت، واستغفرت كثيراً، والله أعلم.

والآن هناك شاب يريد خطبتي، والعجيب أن بيته وبيت الشاب الذي كان أرسلت له صوري متجاوران، وقد أخبرت هذا الشاب بأن هناك من كان يريد خطبتي، ولكن لم أخبره بموضوع الصور، والآن أنا أفكر كثيرًا، وخائفة من أن يسبب الشاب الماضي فضيحةً لي، أو يهددني بالصور، أو أن تكون بعد كل هذه الأشهر ما تزال موجودةً في هاتفه.

أشيروا علي ماذا أفعل؟ وماذا أدعو الله ليغفر الله لي ويسترني؟ مع العلم أني نادمة من كل قلبي على تلك المعصية، ولا أريد أن أخسر هذا الشاب، فهو طيب وخلوق.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.

وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول:

* اعلمي أن الخِطْبَة هي مجرد وعد بالزواج، وهي على أهميتها ليست ملزمةً للطرفين (الخاطب والمخطوبة)؛ فالخاطب أجنبي عن مخطوبته، ولا يجوز له الاختلاء بها، ولا مصافحتها، ولا الخروج معها، ولا يجوز أن يتكلم معها لغير حاجة حقيقية، ولا يجوز أن يكون بينهما الكلام العاطفي الذي يحرك الغريزة، حتى يتم العقد بينهما، وكتب الكتاب، -والكلام هذا يجري على الخاطب الأول، وكذلك على الخاطب الجديد-، وعليه فإن ما وقع منك من إعطائه صورًا لك خطأ كبير، ومعصية لله، يجب عليك التوبة منها.

* وسبب مشكلتك الحقيقية: هو طغيان العاطفة، وغياب العقل والتعقل، وغياب النظر إلى مآلات الأمور وعواقبها.

* وبالعموم -الحمد لله- الذي أيقظك من غفلتك، وعدم استمرارك في الخطأ، والأمر الآن يحتاج منك إلى شجاعة وقوة -وأنت أهلٌ لهذا-، نعم قد يكون فيه قليل من الصعوبة في أوله، ولكن ستعقبه راحة -بإذن الله-.

* والذي عليك فعله الآن هو: أن تستري على نفسك، وألا تخبري أحدًا بما حدث، وما تظنينه من أن الخاطب الجديد يمكن أن يعرف شيئًا من الخاطب السابق، بسبب أنهما متجاوران في السكن، وأيضًا ما تفكرين به من أن الخاطب السابق يمكن أن يهددك بالصور، أو أن يسبب لك فضيحةً، فكل هذا ظنون وأوهام قد لا تحصل، وندمك واستبشاعك لما بدر منك هو الذي يدفعك إلى هذه الأفكار والظنون.

وصيتنا لك بأن تفوضي أمرك لله سبحانه وتعالى؛ فإن الأمر كله له سبحانه، والكون كله تحت ملكه وتصرفه، ولا يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وما دام أنك قد تبت توبة نصوحًا عمّا فعلته، فثقي أن الله سبحانه وتعالى لن يضيعك، وأنه سيكفيك، ويحفظك، ويقيك مما تخافين وتحذرين، قال تعالى: (أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام).

أكثري من الدعاء والتضرع لله عز وجل، واسأليه أن يصرف عنك ما تخافين وما تحذرين، واهدئي بالًا، وقري عينًا، وثقي به سبحانه، فإنه خير من تنزلين به حاجتك، وتفوضين إليه همك وشدتك.

وإن حدث -لا قدر الله- ما تتخوفين منه، فحينها يمكن أن تبيني موقفك، ومن أن هذا الشاب كان خاطبًا لك، وكان بينكما مشروع زواج، وأنه قد خدعك باعتبارك ستكونين زوجته، وأنك قد أخطأت، ولكن بسبب خداع ذلك الشاب، وتغريره بك، فقد كان قريبًا من أن يتزوج بك، ومن أن تكوني حلالًا له، وغير ذلك من الأعذار التي يمكن أن تدفع عنك شيئًا من الأذى وسوء الظن.

ويمكنك كذلك أن تستخدمي المعاريض؛ كأن تقولي: نعم هذا الشاب كان خاطبًا لي، وقد أرسلت له بعض الصور العادية بهذا الاعتبار، ولا أدري بعد ذلك ما يمكن أن يكون قد فعل بها، فإن برامج تعديل الصور قد تطورت كثيرًا، ويمكن أن يتلاعب بها، ويركب وجهي على جسد آخر، كما أن هذا الشاب يحقد عليّ؛ لأن زواجه بي قد فشل، وأنا قد قبلت بشاب غيره.

بهذا الأسلوب يمكنك أن تقلبي الطاولة في وجهه، وأن توجهي سهام الاتهام واللوم إليه، ويمكن كذلك أن تستعيني بالسلطات في بلدك، فمثل هذه الجرائم الإلكترونية لديها قوانين تحكمها، ويعاقب من يتعداها، ولكن نسأل الله تعالى ألا يحوجك إلى كل ذلك، وأن تمضي الأمور إلى خير ما تتمنينه، وأن يتمم الله زواجك بالخاطب الجديد على خير حال.

* أوصيك كذلك بتقوى الله تعالى، والالتزام بالحدود الشرعية؛ ففيها الخير والرحمة، وسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا).

أسأل الله يحفظك، ويسهل لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الطيب الذي يكون سبب سعادتك في الدارين.

www.islamweb.net