قدمت الكثير للآخرين ولم يعاملوني بالمثل، فهل أغير طريقتي؟
2025-02-03 00:46:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشعر بأنني مرهق نفسيًا في الفترة الأخيرة، وكل صغيرة يمكن أن تؤثر علي نفسيًا، أنا شاب، عمري 27 سنةً، متدين، ومتعلم، قدمت الكثير والكثير بحياتي لوالدي ووالدتي خاصةً، وللعائلة عامةً، وما قصرت في برهم، وتنازلت عن كثير من أموري الخاصة، حتى الخروج مع الأصدقاء قللته من أجل خدمة والديّ، وقد خطبت فتاةً صالحةً، وأحببتها كثيرًا، وقد مضى على خطوبتنا سنتين تقريبًا، وكنت أرشدها لكثير من الأمور، وأذكرها بالصلاة، وأشعر بأني إنسان أعطي أكثر مما آخذ، وقد أرهقني ذلك نفسيًا؛ فأنا أيضًا أحتاج للرعاية والاهتمام.
كما أنه حدثت مشكلة بيني وبين مخطوبتي، وشعرت بعدها باختلاف تعاملها، فقللت حديثي معها، وزيارتها؛ حتى لا أظلمها، وحتى أنقذ نفسي من الإرهاق الجسدي، كما وأرغب بشراء سيارة لأخرج، وأرفه عن نفسي.
فبماذا تنصحونني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
بدايةً: أرجو ألَّا تترك ما تعودت عليه من الخير، ومساعدة الناس، وننبه إلى أمرٍ في غاية الأهمية، سيُغيّر عندك تلك الفكرة، وهي أن تجعل ذلك لله، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل؛ فإذا حرصت على أن تنفع الناس، فتذكّر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، مَن يسّر على مُعسرٍ يسّر الله عليه)، وقال تعالى: {هل جزاء الإحسان إلَّا الإحسان}.
فالذي نطلبه أولاً: أن تستمر على ما أنت عليه من الخير، وكن دائمًا مُحسنًا للناس، وكن في عون الناس؛ لأن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه، واجتهد دائمًا في أن تجعل هذا الإحسان لله تبارك وتعالى، وعندها ستأخذ الأجر، سواءً شكرك الناس، أو لم يشكروك؛ لأن الله -تبارك وتعالى- لا تضيع عنده مثقال ذرة من حسنة يعملها الإنسان، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: أرجو ألَّا تقف عند الأمور الصغيرة؛ فالحياة قطار مسرع لا يتوقف عند الأشياء الصغيرة، ولو أن الإنسان توقف عند كل صغيرة وكبيرة، فإنه سيُتعب نفسه.
ثالثًا: أرجو ألَّا تُغيّر طريقتك، وتعوّذ بالله من شيطانٍ لا يريد لك الخير، ويريد أن يحرمك ممَّا كنت عليه من الخير.
كما أن مسألة المخطوبة أيضًا أرجو أن تحتكم فيها لقواعد الشرع؛ فإذا كانت مجرد خطبة، فأرجو أن تكون العلاقة في حدودها المعقولة، وطبعًا نحن لا ننصح بكثرة الزيارة، لا ، وكثرة التواصل مع الفتاة المخطوبة، وإذا أردتّم ذلك فحوّلوا هذه الخطبة إلى عقد نكاح، بل نتمنّى أن تُعجّلوا بإكمال المراسيم؛ فإنه (لم يُر للمتحابين مثل النكاح).
وتذكّر أنك مرتبط بالفتاة وليس بأهلها، وهذه السلبية الموجودة عندهم ربما هي سوء فهم، ولكن هذا لا يضيرك كثيرًا.
ومرةً أخرى: ندعوك إلى أن تستمر على ما كنت عليه من الخير، وتحتسب الأجر عند الله تبارك وتعالى، ولا تُوقف المساعدة لكل مَن يحتاجها، وخاصةً الوالدين، فهما قد يحتاجان منك إلى مزيد من الاهتمام في هذه الفترة بعد دخول هذه الفتاة إلى حياتك، وحتى لا نُعطي مدخلاً للشيطان، فإذا كان الإنسان يهتمّ بوالديه بنسبة خمسين بالمائة، فينبغي أن يُضاعفها بعد الخطوبة، وبعد الزواج، حتى يعرف الوالدان أن مكانتهما محفوظة، ودرجتهم رفيعة، وهي الدرجة التي يستحقها كل والد ووالدة.
وليس معنى هذا أن تُقصّر في شأن الفتاة التي ستُكمل معها مشوار الحياة، ولكن ننصح بأن تكون العلاقة وُفق قواعد الشرع الحنيف، ونتمنَّى أن تُكملوا المراسيم؛ فعندها سترتاح من تدخُّلات أهلها، ومن المشاعر السلبية التي تنزعج منها.
نسأل الله لنا ولك ولها التوفيق والسداد.