إذا كان لدى الشخص اكتئاب جزئي..هل نحكم عليه بأنه مريض؟

2025-02-02 22:40:36 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

هل يمكن تجاهل العيوب في جسم الإنسان، إذا كان للشخص أشياء أخرى جميلة؟ سأعطيك مثالاً واحدًا:

إذا كان الشخص يعاني من القلق والاكتئاب في جزء من أيامه، ولكنه سعيد، ويستمتع أكثر اليوم، ويحب الناس، ولديه علاقات جيدة خلال ساعات أخرى من يومه، فهل بهذا العيب من الحزن والاكتئاب نحكم على الشخص بأنه مريض، ووضعه سيئ، أم أنه شخص جيد؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mustafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية..

أولاً: الحمد لله أنك بخير وعافية، وتتمتع بمهارات اجتماعية جيدة، والتي تتمثل في حب الآخرين لك، وتقديرهم لك، واحترامهم لك، فهذا شيء عظيم.

ثانيًا: أقول لك إن تعريف الصحة ليس هو خلو الجسم من المرض؛ فإن هذا التعريف كان قديمًا، ويعتبر تعريفًا قاصرًا، إنما التعريف الحديث للصحة هو: التمتع بحالة جيدة جسديًا، ونفسيًا، واجتماعيًا، وروحيًا، أي أن هناك أربع أساسيات للصحة تكمل بعضها البعض، والإنسان يسعى دائمًا لإتمام النواقص، واكتشاف النقص الذي يتعلق بصحته، سواءً كانت الجسدية، أو النفسية، أو الاجتماعية، أو الروحية، وإذا أصيب الشخص بأي مرض، وشفي منه، فإن هذا لا يعني أن هذا المرض سيظل معطلاً لبقية نشاطاته الحياتية، وإنما هي تجربة مر بها، وباستطاعته ممارسة حياته بصورة طبيعية.

ثالثاً: ينبغي على المؤمن النظر إلى أي مرض على أنه ابتلاء وامتحان من الله تعالى، وإذا صبر عليه نال الجزاء الأوفر، وكما يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"، لذلك -أيها الأخ الكريم- اشكر الله تعالى على العافية، وإذا أصبت بأي مرض مهما كان نوعه فاستبشر به خيرًا، واصبر عليه، فسيكون -إن شاء الله- كفارة للذنوب، ورفعاً للدرجات، والإنسان عليه أن يتداوى، وعليه أيضًا أن يبحث عن الدواء، والشافي هو الله رب العالمين.

وهناك العديد من الناس الذين أصيبوا بعاهات جسدية، ولكن لم تتعطل حياتهم، بل بعضهم صار من المتميزين في مجالات حياتية مختلفة، ولم يستسلموا أو يستكينوا بسبب النقص الجسدي أو الحسي، نسأل الله سبحانه وتعالى لك دوام الصحة والعافية، وأن يوفقك لما فيه الخير.

www.islamweb.net