رددت على أمي بشدة بعد سماحها لأختي بالذهاب لعرس مختلط!

2025-02-02 23:48:55 | إسلام ويب

السؤال:
منذ يومين كانت أختي تطلب الذهاب لعرس مختلط، وأنا رفضت وقلت لها هذا الشيء لا يجوز وحرام، وعلينا تحري رضا الله قبل رضا صديقتك، فبدأت أختي ووالدتي بالصراخ علي واتهامي بأنني شارب خمر؛ لأنني أعيش في دولة أجنبية، وأنا والله لا أشرب الخمر، ولا أعمل بمكان تواجده، وأخاف من أن أنظر إليه، فآخذ إثم النظر إليه، وهم يعلمون هذا، ولكن أرادوا استفزازي وإغضابي!

بدأت والدتي تصرخ علي قائلة: ليس لك علاقة بها، دعها وشأنها، هي حرة وستذهب، فزاد غضبي كيف لمن ربتني على الأخلاق والدين تقول هذا؟! فقلت لها: أنتِ ليس لكِ علاقة بعد اليوم، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله. قلت هذا الجملة وأنا في قمة الغضب، فقالت لي: اغرب عن وجهي، لا أُريد رؤيتك، فقلت لها: كل العمر إن شاء الله-.

أعلم أنني أخطأت بهذه الإجابات على والدتي، ولكن لم أحتمل منها هذا الفعل، فما حكم ما فعلته؟ بارك الله بكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ....... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص سؤالك فاعلم -بارك الله فيك- ما يلي:

أولاً: جزاك الله خيراً على غيرتك على أختك، وعلى إرادة الخير لأهل بيتك، وهذا هو الأصل الطبيعي في كل مسلم متدين حر يريد رضا الله -عز وجل-.

ثانياً: النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد، هذه قاعدة فقهية وشرعية -أخي الكريم-، فالغاية الشريفة لا بد أن تتخذ لها وسيلة صالحة، لكنك خالفت أبسط قواعد إنكار المنكر، ولو وعيت ذلك لاختلفت طريقة معاملتك لهذا المنكر.

ثالثاً: اعلم -أخي الكريم- أن إنكار المنكر على أربع درجات كما ذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى-:

الأولى: أن يزول ويخلفه ضده.
الثانية: أن يقل، وإن لم يزل بجملته.
الثالثة: أن يخلفه ما هو مثله.
الرابعة: أن يخلفه ما هو شر منه.

الدرجتان الأوليان: مشروعتان.
والثالثة موضع اجتهاد.
والرابعة محرمة.

إذا أردنا أن نسقط هذا الكلام على المنكر القائم لوجدنا أنه من المرتبة الرابعة بلا شك، فإن الاختلاط محرم قطعاً، لكن هناك من الوسائل التي تحفظ صيانة الأخت والتي تراعيها الأم دون أن تفصح لك عن ذلك، ولو افترضنا أن الاختلاط حاصل لا محالة، فهل يقارن بكبيرة مثل كبيرة عقوق الوالدين؟! هل هناك ذنب بعد الشرك أعظم من العقوق، الذي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه: (لا يدخلُ الجنةَ عاقٌّ)، الذي لأجله بين النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن كل الذنوب يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ وعقوقَ الوالدَينِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ؟! لا شك -أخي- أنهما لا يستويان.

رابعاً: إننا ندعوك -أخي- إلى الذهاب للوالدة من فورك، والانطراح بين يديها، وتقبيل ظاهر قدميها وباطنهما، وأن تخبرها أنك لا تقدر على فراقها ولو ساعة، وأن ما حملك على ما حدث إلا حرصك على أختك، وخوفك أن يمسها شيء، فإذا ذاب الجليد فابدأ -أخي- بتعديل أساليب الوعظ، واعلم أن الوالدة أحرص على ابنتها كحرصك أو أشد، ابدأ فتحدث مع الوالدة عن تخوفك من أي فعل بأسلوب هادئ، وبدون فرض سيطرة، وستكشف أن الوالدة قد أعدت لأكثر الأسئلة أجوبة، وساعتها يمكنك أن تضيف ما شئت، أو تقترح ما شئت ما دمت تتحدث معهم بحب ولطف.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

www.islamweb.net