مات خطيبي ولا زلت أقرأ رسائل حبه لي!

2025-02-05 01:24:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

لا أريد أن أطيل كثيراً في سؤالي، فسأبدأ فوراً بدون مقدمات.

خطبني قريبي منذ 9 أشهر وبعض أيام، وكنت لا أعرف عنه شيئاً، رغم قرابتنا، فأصبحت عائلته ترغبني به، وكذلك يرغبونه بي، وشيئاً فشيئاً حتى أحببنا بعضنا، وتعلقنا ببعض، وحتى إنه في الشهر الثامن من خطبتنا حدث موقف، واضطررت أن أرسل له رسالة، ومن هنا بدأنا في التكلم عن حياتنا، وعن مستقبلنا، لنتعرف أكثر، أي أنها فترة تعارف، وإلا نحن في بعض الأحيان قد نتغزل ببعضنا من أجل التحبب، والاعتراف بكمية الحب التي بيننا فقط، وليس من أجل الشهوة أو غير ذلك، وأسأل الله أن يغفر لنا، وبعد نحو شهر ونصف على محادثتنا أنا وخطيبي، مات خطيبي، وأسأل الله أن يتقبله في الشهداء.

سؤالي: عدم حذفي للرسائل التي بالهاتف وقراءتها يومياً لأشعر أنه لا زال حياً، وهذا من شدة حبي له، وعدم تقبلي خبر وفاته، لأنه كان صدمة بالنسبة لي، هل يؤدي ذلك إلى زيادة عذابه في القبر، وزيادة سيئاته؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى أن يعظم أجرك في فقد خطيبك، وأن يخلف عليك بخير منه، ونوصيك بالدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن أصيب بمصيبة، (اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها)، والله سبحانه وتعالى قدير على أن يخلف عليك ويعوضك بخير مما فقدت.

ثانياً: ما كان بينك وبين هذا الشاب رحمه الله من الكلام عن الغزل والحب وغير ذلك هو كلام محرم؛ لأنه بين رجل وامرأة أجنبية عنه، فالخطبة ليست عقداً، ولا تصبح المرأة زوجة للخاطب بمجرد الخطبة، وعليه أن يتعامل معها كما يتعامل مع غيرها من أجنبيات، وإنما أباح الشرع نظر الخاطب إلى المخطوبة بقدر ما يدعوه إلى نكاحها، ويرغبه في الزواج بها، فإذا حصل هذا وجب عليه بعد ذلك أن يعاملها كالأجنبيات، ولا شك أن مجاوزة هذه الحدود معصية لله سبحانه وتعالى، وإذا تسبب الإنسان في وقوع غيره في معصية الله فإن الإثم يستمر بوجود هذا التسبب، ولهذا نحن ننصحك بأمرين:

الأمر الأول: أن تكوني حريصة على ما ينفعك، فإن هذا هو شأن الإنسان العاقل المسلم، وبهذا وصانا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز) ولا ينفعك في شيء البقاء في أسر الذكريات القديمة مع هذا الرجل، بل ضرره أكثر من نفعه -أي التعلق بالماضي-، ومساوئه أكثر وأكبر من لذته، فالعقل -أيتها البنت الكريمة- يقتضي أن تأخذي نفسك بالحزم والجد، وتأخذي بالأسباب التي تنسيك هذا الشاب؛ لتقبلي على حياتك، فإنك في مقتبل عمرك، ولعل الله سبحانه وتعالى أراد لك خيراً بما قدره لك، فأنت لا تعلمين حقيقة الخير، وقد قال سبحانه وتعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

ما يدريك أنك كنت ستكونين سعيدة بهذا الزواج لو تم وبقي هذا الشاب؟! فتوكلي على الله وأحسني ظنك بالله، وفوضي أمورك إليه، وأقبلي على حياتك متناسية كل الارتباطات السابقة.

الأمر الثاني الذي نوصيك به -أيتها البنت العزيزة- هو: محو وحذف هذه الرسائل من هاتفك؛ فإنها جزء من الأسر للماضي، وما أشرت إليه من أن في حذفها تخفيفاً عن هذا الشاب، هو كذلك، لأنه إن كان متسبباً بالمعصية فاستمرار المعصية استمرار في الإثم.

أنت بحاجة إلى حذف هذه الرسائل لمصلحتك ولمصلحة هذا الشاب، وفي حذفها صلاح لدينك ونفسيتك، وإصلاح لمستقبلك، فاحذفي كل ما يتعلق بهذا الشاب، وأقبلي على ربك، وأحسني علاقتك به وأكثري من دعاء الله سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

نوصيك بالتعرف على النساء والفتيات الصالحات، فإنهن خير عون لك على مصالحك الدينية والدنيوية، نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

www.islamweb.net